ترك برس
أشار تقرير لصحيفة "عربي21" إلى أن مذكرة التفاهم الرباعية التي أبرمت في بغداد بين كل من تركيا والعراق والإمارات وقطر، أعطت إشارة البدء للتعاون حول مشروع "طريق التنمية"، الرابط بين آسيا وأوروبا.
وذكر التقرير أنه تم توقيع المذكرة في القصر الجمهوري ببغداد، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لمشروع "طريق التنمية" الذي يعد طريق بريا وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، بطول يبلغ 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
وقال رئيس الوزراء العراقي، إنه "جرى توقيع مذكرة تفاهم رباعية، تتضمن المبادئ الخاصة بطريق التنمية"، مضيفا أن "طريق التنمية سينقل المنطقة اقتصاديا وأن الطريق ليس لاختصار المسافات فقط، بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها، وسيدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وبحسب مذكرة التعاون الرباعية لـ"طريق التنمية" التي أبرمت في بغداد؛ فإن الدول الموقعة، وهي تركيا والعراق والإمارات وقطر ستقوم بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع.
وأوضح التقرير أن المشروع المزمع تنفيذه بين تركيا والعراق، ويهدف إلى إنشاء ممر نقل بري وسكك حديدية من البصرة إلى تركيا يعيد إلى الأذهان طريق بغداد الذي شرع فيه السلطان عبد الحميد، وتوقف بسبب الحرب العالمية الأولى.
المشروع لم يكن الأول الذي تشهده المنطقة، حيث تعد الطرق والمسارات الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا الهدف الأول لدول العالم، وتعد صراع قوة وسيطرة تسعى كل دولة من الكبار من بسط سيطرتها ونفوذها على تلك الممرات.
هل يجهض ممر بايدن جزام الصين؟
في أيلول/ سبتمبر الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مشروع ممر اقتصادي من الهند إلى الشرق الأوسط ووصولا إلى أوروبا، حيث وقعت الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي على هامش قمة العشرين في نيودلهي مذكرة تفاهم لإنشاء هذا الممر الذي يشمل سككا حديدية وربط موان ومد خطوط وأنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات، وذلك قبل حرب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي السياق، ذاته احتفى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالإعلان عن الممر الاقتصادي، وظهر في مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يبين فيه مسار المشروع الذي ذكر أن الكيان ستكون محطة رئيسية فيه.
الإعلان عن ممر بايدن جاء بعد يومين من تصريح المتحدثة باسم الخارجية الصينية بأن 90 دولة أكدت أنها ستشارك في المنتدى الثالث لمبادرة "الحزام والطريق" الذي تستضيفه بكين في أكتوبر/تشرين 2025، ما يؤكد أن بايدن وضع نصب عينه منافسة "الحزام والطريق" الصيني.
ولكن هل أوقفت الحرب على غزة والأحداث الإقليمية ممر بايدن، وأصبح طريق التنمية بديلا عنه؟
ضربة لممر بايدن
ويقول الباحث والخبير السياسي التركي صباح الدين أرسلان، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، إن طريق التنمية يعد نقلة نوعية ويعيد إلى الأذهان من جديد طريق بغداد الذي عزم تنفيذه السلطان عبد الحميد لربط الدولة العثمانية، وقامت سببه الحرب العالمية الأولى للقضاء عليه.
وأضاف أرسلان، أن طريق التنمية يعد بديلا لـ"ممر بايدن" الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي قبل الحرب بأيام قليلة ويعد سببا من أسباب قيام الحرب، خاصة بعد احتفاء رئيس وزراء الاحتلال به.
وأكد الخبير السياسي، أن الطريق يعد ضربة قوية لأمريكا وحلفائها، سواء دولة الاحتلال أو الدول الأوروبية التي وقعت على مشروع ممر بايدن الذي كان يهدف إلى استمرار نفوذها في المنطقة من خلال ممر هام يربط آسيا وأوروبا، مضيفا أن اتفاقية طريق النهضة لن تروق للإدارة الأمريكية، ولكن ليس لديها ما تقوم به أمام تركيا الآن، على حد وصفه.
وأشار أرسلان إلى أن هناك عوامل عدة ساهمت في توقيع تلك الاتفاقية وتساهم في خروجها للنور في أسرع وقت، أولا أن العراق خرج من السياسة الطائفية وأصبح أكثر انفتاحا مع "السنة " وغيرها، ثانيا أن الإمارات لا تسعى إلا لمصلحتها وخاصة بعد الخوف الذي ينتابها بعد تدشين طريق (بكستان/ الصين) والخسائر التي قد تلحق بها. وفق قوله.
صراع نفوذ الطرق والممرات
من ناحية أخرى أكد الخبير في العلاقات الدولية حسام شاكر، في تصريحات خاصة لـ" عربي21" أن الطرق والممرات البرية والربط بين الدول والقارات أصبح صراعا محتدما، وكل الدول تسعى لوضع قدم فيه لبسط نفوذها وسيطرتها حول العالم.
وأضاف شاكر أن العالم يشاهد اتفاقات عدة للطرق والممرات بداية من الحزام الصيني والطريق الباكستاني الذي دشن بالفعل، إضافة إلى ممر بايدن الذى أعلن عنه في أيلول/ سبتمبر قبل معركة طوفان الأقصى بأيام قليلة، نهاية بطريق التنمية الذي أعلن توقيع اتفاقيته مؤخرا بين تركيا والعراق والإمارات وقطر"، متسائلا بقوله: "لا ندري أيهما سيتم على حساب من؟".
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول الآن "تصفير" خلافاته السابقة التي نبعت عن دعمه للربيع العربي، ويسعى حاليا إلى ترتيب أوراق علاقاته الخارجية في الخليج العربي والشرق الأوسط وقد يكون هذا من خلال نجاحه في طريق التنمية الذي يربط يربط آسيا بأوروبا من خلال بغداد وأنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!