ترك برس
رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي برهان الدين دوران، أن الانتقال إلى شراكة استراتيجية في العلاقات بين تركيا والعراق سيحقق العديد من الفوائد.
وقال دوران، مدير مركز سيتا للدراسات، في مقال بصحيفة صباح، إنه زار في بغداد وأربيل يوم الإثنين الماضي ضمن وفد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
والتقى أردوغان بالرئيس رشيد ورئيس الوزراء السوداني في بغداد، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني في أربيل.
وذكر دوران أن "هذه الزيارة التي قام بها رئيسنا، والتي تمت بعد 12 عاما، فتحت أبواب حقبة جديدة بين تركيا والعراق".
وأوضح أنه مع “اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك” الموقعة في بغداد، ارتقت العلاقات الثنائية بمستوى التحالف الاستراتيجي بـ“نقلة نوعية”. تم تحديد خارطة الطريق. تستند الإرادة لحل المشاكل وتعظيم التعاون بين الجارتين إلى نهج “مربح للجانبين”. وكان على جدول أعمال الوفد الكبير الذي ضم 8 وزراء مكافحة الإرهاب والمياه العابرة للحدود والأمن وصناعة الدفاع والتجارة والصحة والاتصالات والتعليم والطاقة والنقل.
وبحسب دوران، كانت الاتفاقيات الـ 26 الموقعة وإنشاء اللجان الدائمة المشتركة مؤشرات ملموسة على بداية فترة طموحة في العلاقات التركية العراقية مع زيارة أردوغان. بالإضافة إلى ذلك، كان توقيع مذكرة التفاهم ذات 4 اتجاهات (تركيا والعراق والإمارات العربية المتحدة وقطر) بشأن مشروع طريق التنمية تعتبر خطوة هامة للغاية. ويشير مشروع طريق التنمية، بوصفه مشروعا من نوع باكو – تبليسي – جيهان (BTC)، إلى أن التعاون الثنائي يستند إلى منظور استراتيجي طويل الأجل وأن له أساساً إقليمياً.
وكفالة الأمن أمر بالغ الأهمية لتنفيذ هذا الممر. وهذا يستلزم قتالاً فعالاً ضد حزب العمال الكردستاني كمصلحة مشتركة لتركيا والعراق. وبالتركيز على الاستخدام الفعال للمياه والمساهمة الاقتصادية طويلة الأجل لمسار التنمية، تظهر بغداد أخيراً الإرادة لرفع المعركة ضد حزب العمال الكردستاني إلى المستوى الذي تريده تركيا. ومن المتوقع أن تتم على الأرض تسويات مثل شريط أمني بطول 30-40 كيلومترا، ومركز عمليات مشترك، وتطهير حزب العمال الكردستاني على طريق العبور العراقي السوري. وفق الكاتب.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي، أعرب الرئيس أردوغان عن ارتياحه لتصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة واعتقاده بأنه سيتم إعلانه رسميا منظمة إرهابية. ووصف ذلك بأنه شرط لقانون الجوار والأخوة. وكانت الأوضاع في فلسطين وما يمكن القيام به معا وإمكانية توسع التوترات بين إيران وإسرائيل على جدول أعمال الزعيمين.
وفي المؤتمر الصحفي، شدد أردوغان أيضا على أن سياسة تركيا في العراق “لا تميز بين الجماعات العرقية أو الطائفية أو الدينية”. ولفت أردوغان الانتباه إلى “سلامة العراق وثراءه الديموغرافي”، وقال إنه يعتقد أن الزيارة “ستؤدي إلى بدايات جديدة”.
وتابع دوران:
من الواضح أن الانتقال إلى شراكة استراتيجية في العلاقات بين تركيا والعراق سيحقق العديد من الفوائد، ومنها:
تريد أنقرة أن تتعافى العلاقات بين بغداد وأربيل. والتمثيل الذي يستحقه التركمان سيسهم أيضا في تعزيز الاستقرار الداخلي للعراق.
إن تعزيز العلاقات مع تركيا سيزيد من استقلالية العراق في نظر الجهات الفاعلة الأخرى.
خلقت هذه الزيارة أساسا جدياً للحكومة المركزية العراقية والاتحاد الوطني الكردستاني للتخلي عن تعاونهما مع حزب العمال الكردستاني. وستساهم الحرب ضد حزب العمال الكردستاني في أمن الحدود العراقية وسلامتها الداخلية.
سيكون “التعاون المشترك” على مستوى المياه ومكافحة الإرهاب والتنمية رسالة قوية سيرسلها البلدان الجارين إلى دول المنطقة. كانت زيارة الرئيس أردوغان إلى أربيل بعد بغداد بمثابة دعم سياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وتحذير للاتحاد الوطني الكردستاني. تريد أنقرة نقل المعركة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق إلى مرحلة نهائية من خلال المساهمة في استعادة العلاقات بين بغداد وأربيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!