ترك برس

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه "مصاص دماء"، وأن العالم يشاهد همجيته على الهواء مباشرة، موجها رسالة قوية إلى العالم الإسلامي.

وشارك أردوغان في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، وألقى كلمة بهذه المناسبة، تطرق فيها إلى آخر المستجدات المحلية والإقليمية والدولية.

وفي بداية كلمته، قال الرئيس أردوغان إن السلطان محمد الفاتح فتح إسطنبول قبل 571 عاما، وأعلن بداية حقبة جديدة في تاريخ الأمة. مضيفا: "أصبحت إسطنبول منذ ذلك التاريخ مركز القوة ومركز الحكم ومركز العلوم والفنون للعالمين التركي والاسلامي. وبقدر أهمية فتح إسطنبول في تاريخ العالم، فإنه مهم أيضا من حيث شخصية واعتبار شعبنا وقوته التأسيسية وهويته كشعب فاتح".

"العالم يشاهد همجية مصّاص الدماء نتنياهو على الهواء مباشرة ويصمت"

قال الرئيس أردوغان إن العالم يشاهد همجية المريض والمعتوه والمختل عقليا ومصّاص الدماء الذي يتغذى على الدماء ويدعى نتنياهو، بل حتى أنه يشاهد ذلك على الهواء مباشرة. مضيفا: "يا دولة أمريكا، إن يديك أيضا ملطخة بهذا الدم. وأنتم مسؤولون عن هذه الإبادة الجماعية بقدر مسؤولية إسرائيل.

أيها الرؤساء ورؤساء الحكومات في الدول الأوروبية. أنتم أيضا طرف في ممارسات الإبادة الجماعية والهمجية وامتصاص الدماء التي تقوم بها إسرائيل. لأنكم بقيتم صامتين. قصفوا المستشفيات والمدارس والمساجد، وقصفوا قوافل المساعدات، وقتلوا الصحفيين والأطباء وعمّال الإغاثة، وبقيتم صامتين".

وأكد أن الإنسانية ليست وحدها التي تموت في غزة. وليس الأطفال الأبرياء وحدهم الذين يموتون في غزة. ولا يقتصر الأمر على الإبادة الجماعية في غزة. مستطردا بالقول: "في الوقت الذي تموت فيه الإنسانية في قطاع غزة، فإن الديمقراطية تموت في أوروبا وحقوق الإنسان تموت في أوروبا، وحرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الطفل أيضا تموت في أوروبا.

لا يؤاخذني أحد. من الآن فصاعدا، لا يحق لأي أوروبي أن يخرج ويلوّح بأصابعه ويتحدث بغطرسة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة. إن إسرائيل قتلت الإنسانية في غزة، أمّا أوروبا فقد قتلت قيمها وداست تحت قدميها كل القيم التي أوجدت أوروبا".

"ما هي فائدة الأمم المتحدة إن لم تتمكن من إيقاف الإبادة الجماعية؟"

وجّه الرئيس أردوغان حديثه إلى الأمم المتحدة قائلا: "ما هي الفائدة التي ستقدمينها إن لم تتمكني من إيقاف الإبادة الجماعية التي تشاهدها البشرية جمعاء في القرن الحادي والعشرين على الهواء مباشرة؟ وإذا ترك مستقبل ومصير العالم إلى أهواء 5 دول، فما هي الحاجة إلى تلك المباني الضخمة وهذه النفقات الهائلة والأعداد الكبيرة للموظفين الذين يعملون لديك؟ دعوكم من إيقاف الإبادة الجماعية، الأمم المتحدة لم تتمكن حتى من حماية موظفيها أو عمال الإغاثة التي يعملون معها. الإنسانية لم تمت وحدها في غزة، بل ماتت معها الأمم المتحدة أيضا مع روحها".

وأشار إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة تعترف بدولة فلسطين. متابعا حديثه بالقول: "لا يمكن ترك القرار المشترك الذي اتخذته 147 دولة إلى أهواء مجلس الأمن الذي يتكون من 5 أعضاء. إن العالم أكبر من خمسة دول. و147 دولة أكبر من خمسة دول. والضمير المشترك للإنسانية أيضا أكبر من 5 دول".

"سيحاسب الله الذين يغضّون أبصارهم ويصمّون آذانهم عن الإبادة الجماعية في غزة"

كما وجّه الرئيس أردوغان حديثه إلى العالم الإسلامي قائلا: "هناك كلمتان أود أن أوجههما إلى العالم الإسلامي أيضا. ما الذي تنتظرونه لاتخاذ قرار مشترك؟ ما الذي يجب أن يحدث أكثر من ذلك حتى تبدون ردة فعل؟ إن الكلاب تنهش الجثث في شوارع قطاع غزة، والإرهابيون الإسرائيليون يدخلون بيوت المسلمين وينشرون الصور من غرف نومهم. وأطفال المسلمين يُقتلون في المستشفيات. وتقطّع أعناق الرضّع. متى سترون كل هذا؟ ومتى ستبدون ردة فعل؟ متى ستجتمعون وتتخذون موقفا حازما؟ ومتى ستتبع منظمة التعاون الإسلامي سياسة فعّالة ورادعة في مواجهة هذه الفظائع؟".

وتابع حديثه: "أقسم بالله العظيم، إن الله سبحانه وتعالى سيحاسبكم وسيحاسبنا جميعا على ذلك. إن الله عز وجلّ سيحاسب أولئك الذين يغضّون أبصارهم ويصمّون آذانهم ولا يبدون أي ردة فعل، في الوقت الذي ترتكب فيه حفنة قليلة من الإرهابيين إبادة جماعية للمسلمين في مركز وقلب المنطقة الإسلامية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!