ترك برس
توقع مسؤول إسرائيلي أن تواجه اقتصاد بلاده اضطرابا كبيرا أو مستمرا بسبب القيود التجارية التركية التي فرضتها أنقرة رداً على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وعدم سماح تل أبيب بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.
كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية شموئيل أبرامزون قال: "في حين أن بعض البدائل قد تؤدي إلى تكاليف أعلى، إلا أننا لا نتوقع حدوث اضطراب كبير أو مستمر في الاقتصاد الإسرائيلي بسبب تصرفات تركيا"، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي صباح" التركية.
وذكرت الصحيفة التركية أن إسرائيل تواجه اضطرابات تجارية كبيرة في أعقاب قرار تركيا وقف كافة أشكال التجارة الثنائية ردّا على الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
وأضافت أن الشركات الإسرائيلية تحاول جاهدة إيجاد بدائل بعد توقف التجارة مع تركيا.
ويمثل قرار أنقرة غير المسبوق أول حالة يقوم فيها أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لإسرائيل بتعليق الصادرات والواردات بسبب الانتهاكات الإسرائيلية -وفقا لديلي صباح التركية- مما يؤثر بشكل كبير على المستوردين الإسرائيليين للسلع المختلفة، من الأسمنت إلى المنتجات الاستهلاكية، وفقاً لتقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية.
أثر اقتصادي وبحث عن بدائل
وأعلنت الحكومة التركية قرارها بتعليق التجارة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث أشارت الحكومة التركية إلى "المأساة الإنسانية المتفاقمة" في غزة باعتبارها السبب الرئيسي.
وقد دفع هذا الإجراء الشركات الإسرائيلية إلى البحث بشكل عاجل عن موردين بديلين للواردات الحيوية التي تحصل عليها إسرائيل من تركيا كما ذكرت الصحيفة.
وأبلغت شركتا يونيون موتورز وكولموبيل، مستوردتا تويوتا وهيونداي على التوالي، عن حدوث أعطال، خاصة مع توقف المركبات في الموانئ التركية.
فشل إسرائيلي
وانخفضت التجارة الثنائية بين إسرائيل وتركيا بالفعل بنسبة 23% تقريبًا إلى 6.2 مليارات دولار في عام 2023، وتشكل الواردات الإسرائيلية حوالي 3 أرباع هذا الإجمالي.
وفي أعقاب قرار أنقرة، لم تحقق الجهود المبذولة لإعادة توجيه البضائع التركية عبر دول أخرى أي نجاح حتى الآن، وفقا للصحيفة.
ووفقًا لمسؤولين تجاريين، قد تساعد دول مثل اليونان وإيطاليا في ملء الفراغ الذي خلفته تركيا، على الرغم من أن إعادة تخصيص ما يزيد عن 1.5 مليار دولار من الصادرات الإسرائيلية المفترضة لا تزال تشكل تحديا.
ويأتي قرار تعليق التجارة وسط اتهامات شديدة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة إرهابية" متهما إياها بارتكاب جرائم حرب في غزة.
ردود فعل إسرائيلية
وردًّا على قرار تركيا بوقف التجارة، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش – في وقت سابق- عن خطط لإلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، ومن المقرر أن يعرض هذا الإجراء على مجلس الوزراء للموافقة عليه قريبا.
وفي وقت سابق، توقع إيلان شيفا، الرئيس التنفيذي لشركة بيكوري هاسادي، وهي شركة مستوردة وموزعة رئيسية للفواكه والخضروات في إسرائيل أن ترتفع الأسعار بعد وقف تركيا الصادرات بالكامل إلى إسرائيل والواردات منها، لكنه رأى أنه ليس من الواضح إلى أي مدى سترتفع وأن ثمة بدائل لتركيا، وفق ما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأضاف شيفا أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي والضربة اللاحقة للزراعة الإسرائيلية في غلاف غزة (في عملية طوفان الأقصى)، عاد المزارعون؛ كما يعود العمال الأجانب، وقد حصل المزارعون على تعويضات ومنح من إسرائيل.
من جانبه قال يورام باداش، الرئيس التنفيذي لشركة محساني هشمال، وهي سلسلة تبيع الأجهزة الكهربائية: "الحصار التركي ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأن ثمة بدائل من جميع أنحاء أوروبا. لذلك لن يتم بيع الغسالات من تركيا ولكن من بولندا والصين"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
وأضاف: "العرض في إسرائيل في قطاع الكهرباء والإلكترونيات المنزلية لدينا متنوع للغاية حاليا، والمستهلكون لا يتسوقون كثيرا بعد خصومات عيد الفصح الكبيرة. لست متأكدا بالضرورة من أن الحظر سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الأسعار لأنه حتى اليوم لا تأتي معظم المنتجات الكهربائية من تركيا".
وعبرت يديعوت أحرونوت عن اعتقادها بأن منظمة التجارة العالمية تمتلك الأدوات اللازمة للتحرك ضد تركيا بسبب ما رأتها "انتهاكها للاتفاقيات التجارية"، لكنها عملية معقدة قد لا تكون كافية، وفق الصحيفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!