ترك برس

التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، في العاصمة أنقرة، بنظيريه الصومالي أحمد معلم فقي والإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي، وذلك قبل بدء الجولة الثانية من مباحثات السلام بين البلدين الإفريقيين بوساطة تركية.

والجمعة، قال فيدان إن إثيوبيا والصومال ستعقدان جولة ثانية من المحادثات المباشرة في تركيا، قبل الموعد المخطط له في البداية، بعد أن قدمت أنقرة اقتراحا إطاريا للتسوية من شقين. ولم يحدد فيدان الموعد.

وتهدف المحادثات التي توسطت فيها تركيا بين البلدين إلى نزع فتيل التوترات المتصاعدة في منطقة القرن الأفريقي بعد أن أدى اتفاق مثير للجدل بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية في وقت سابق من هذا العام إلى دفع الصومال وإثيوبيا إلى شفا صراع مسلح، بحسب ما نقلته "المونيتور".

وقال فيدان في مؤتمر صحفي مشترك في اسطنبول مع وزير خارجية الجبل الأسود إرفين إبراهيموفيتش الذي كان في زيارة رسمية إلى تركيا: "نخطط لجولة ثانية من المحادثات الأسبوع المقبل".

وعقد وزيرا خارجية إثيوبيا والصومال جولتهما الأولى من المحادثات المباشرة في أنقرة في أوائل يوليو/تموز واتفقا على الاجتماع في أوائل سبتمبر/أيلول لعقد جولة ثانية.

وقال فيدان إن الجانبين الرئيسيين للاقتراح هما ضمان وصول إثيوبيا غير الساحلية إلى البحار عبر الصومال، وفي المقابل اعتراف أديس أبابا بسلامة أراضي الصومال وسيادتها السياسية.

كان الاتفاق الذي تم توقيعه في الأول من يناير/كانون الثاني بين إقليم أرض الصومال المنشق عن الصومال وإثيوبيا من شأنه أن يمنح أديس أبابا حق الوصول إلى البحر الأحمر في مقابل الاعتراف بإقليم أرض الصومال. ورفضت الصومال، التي لا تعترف بالجمهورية الفعلية، الاتفاق باعتباره انتهاكا لسيادتها ووصفته بأنه سبب للحرب.

وجاء إعلان فيدان في أعقاب زيارته إلى إثيوبيا في 3 أغسطس/آب، حيث التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووزير الخارجية تايي أتسكي سيلاسي.

وقال فيدان في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة في إسطنبول: "خلال زيارتي لإثيوبيا، أتيحت لي الفرصة لمناقشة هذه القضايا بالتفصيل مع رئيس الوزراء آبي".

وفي 29 يوليو/تموز، ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود ، جهود الوساطة التركية بين مقديشو وأديس أبابا خلال مكالمة هاتفية.

وقال فيدان يوم الجمعة "لا يستفيد أي منا من وصول هاتين الدولتين إلى هذه النقطة المتوترة بسبب سوء التفاهم والقضايا الدبلوماسية غير المحلولة"، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى أديس أبابا ومقديشو، كانت أنقرة على اتصال أيضا بدول إقليمية أخرى صديقة لكلا الدولتين في القرن الأفريقي لوضع خطوات لحل الصراع. ولم يذكر هذه الدول بالاسم.

وكان سيلاسي ونظيره الصومالي أحمد معلم فقي اتفقا على مواصلة المحادثات المباشرة بين بلديهما خلال الجولة الأولى من المحادثات التي استضافها فيدان في أنقرة.

وتتمتع تركيا، التي دعمت علنًا سلامة أراضي الصومال ــ موطن أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج ــ في مواجهة الصراع، بعلاقات عسكرية وتجارية وثيقة مع أديس أبابا. فقد اشترت إثيوبيا أكثر من اثنتي عشرة طائرة بدون طيار من تركيا في عام 2021.

العلاقات التركية مع بلدان القارة السمراء 

ومنذ عقدين من الزمن تعمل تركيا على توسيع وجودها في القارة السمراء التي تعتبر مناخا ملائما للاستثمار، إذ تمتلك وفق تقديرات اقتصادية نحو 65% من الموارد العالمية التي لم يتم العمل على استغلالها.

وبعد موجة الانقلابات في الساحل التي بدأت عام 2020 من مالي، وتراجع النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا، زادت أنقرة من سعيها عبر قنوات التسليح والتعاون الاقتصادي لتكون شريكا حاضرا في المنطقة التي تشهد تنافسا من قوى النفوذ والتأثير العالمي.

بدأت الدبلوماسية التركية تطبيق إستراتيجية التقارب مع القارة السمراء من خلال توسيع العلاقات وزيادة الحضور الدبلوماسي، وقفز عدد السفارات التركية في أفريقيا من 12 سفارة عام 2002 إلى 44 سفارة وقنصلية في سنة 2022، كما ارتفعت السفارات والتمثيليات الدبلوماسية الأفريقية المعتمدة في تركيا من 10 سفارات عام 2008، إلى 37 سفارة في 2021.

وتحتل تركيا المركز الرابع من بين الدول الأكثر تمثيلا في القارة الأفريقية، بعد الولايات المتحدة والصين وفرنسا.

ووفقا لبيانات وزارة الخارجية التركية فإن العلاقات مع الدول الأفريقية تقع ضمن الأهداف الرئيسية للسياسية الخارجية التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!