ترك برس
أشار الكاتب والمحلل السياسي التركي بولنت أوغلو، في تقرير تحليلي، إلى تراجع شعبية حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، بسبب التحركات التي يقوم بها نوابه ورؤساء البلديات التابعة له في عموم البلاد.
وذكر أوراك في تقريره بصحيفة يني شفق أنه قبل بدء مناقشة ميزانية وزارة الداخلية لعام 2025 في لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي، قام نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري، علي ماهر بشارير، ونواب آخرين من الحزب، بفضيحة استفزازية، احتجاجاً على عزل بعض رؤساء البلديات.
وقد حاول هؤلاء النواب منع وزير الداخلية علي يارلي كايا، ورئيس اللجنة محمد موش من دخول القاعة، مما أدى إلى حدوث تدافع ومشادات كلامية، وفقا للكاتب.
وفي هذا السياق، أدلت مقدمة برنامج الأخبار في قناة TV100، كبرى بار، بتصريحات لافتة حول الحادثة، حيث قالت: "من الذي طرح فكرة أن ننتظر في الممر حتى نمنع وزير الداخلية من دخول البرلمان؟ نحن لم نتمكن من دخول إسنيورت، فكيف يمكن أن يحدث هذا؟".
ووصفت بار ما حدث بأنه كان خطأ استراتيجيًا كبيرًا من قبل الحزب، معتبرةً أن هذه المشاهد كانت مهينة ولم تقدم أي فائدة لا للبلاد ولا لحزب الشعب الجمهوري. وأضافت أن هذه التصرفات، سواء في البرلمان أو داخل حزب الشعب الجمهوري أو في تركيا بشكل عام، لن ترضي الناس أبداً، مشيرة إلى أنها لم تكن تصرفات لائقة.
وذكرت كبرى أنه إذا كان حزب الشعب الجمهوري يطمح للوصول إلى السلطة، فلا يمكن له أن يحقق ذلك من خلال مشاهد مثل تلك التي يظهر فيها الوزير وهو يُدفع، أو المشاهد التي يظهر فيها الأعضاء وهم يتشاجرون، فلا يمكن أن يكسب الحزب أصوات الناخبين المحافظين أو الناخبين المترددين في الأناضول بتلك الطريقة.
وأشارت إلى أن هذا النوع من التصرفات سيجعل من الصعب على الحزب الفوز في الانتخابات. وخلصت إلى القول إن قضية تعيينات الوصاية قد أثرت سلبًا على توازن الحزب، وأن حزب الشعب الجمهوري، إذا استمر في مثل هذه التصرفات، ربما يكون قادرًا على إسعاد قاعدته الانتخابية، ولكن فرصه في الوصول إلى السلطة تتناقص مع مرور الوقت.
ولفت أوراك أوغلو إلى أن استطلاعات رأي لشركتي "ماك" و"أسال" تُظهر صحة توقعات كبرى بار.. فهل تزداد شعبية الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية بينما يشهد حزب الشعب الجمهوري انخفاضًا مفاجئًا بسبب دعمه للإرهاب؟
ووفقا للكاتب، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة لشركتي "ماك" و"أسال" صحة توقعات كبرى بار. فبحسب استطلاع رأي أجرته شركة "ماك" في الفترة ما بين 2 إلى 12 نوفمبر، عندما سئل المشاركون عمَّن سيصوتون له في حال أجربت الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع، أظهرت النتائج أن 42٪ منهم اختاروا "رجب طيب أردوغان"، في حين حصل "إكرم إمام أوغلو" على 22٪.
وفي استطلاع آخر أجرته شركة "أسال" في نوفمبر بمشاركة 2015 شخصًا، وُجه سؤال للمواطنين حول موقفهم من الدعم الذي قدمه حزب الشعب الجمهوري (CHP) لرؤساء البلديات الذين تم إبعادهم بسبب قضايا الإرهاب، من خلال المظاهرات والخطب التي ألقاها الحزب بالاشتراك مع حزب "DEM".
أظهرت النتائج أن 55.3% من المشاركين رفضوا هذا الدعم، بينما 33% دعموا الموقف. وأجاب 11.5% منهم بأنهم لا رأي لهم في هذه المسألة.
وتابع أوراك أوغلو أنه في الوقت الذي يشهد فيه حزب الشعب الجمهوري الذي ينفق الملايين على الحفلات لدعم الإرهاب، تراجعًا سريعًا، نجد أن التحالف الحاكم بقيادة الرئيس أردوغان ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي يسجلان تقدمًا ملحوظًا، خصوصًا في سياق الأوضاع الأمنية المتوترة في المنطقة، حيث يتخذ التحالف كافة التدابير اللازمة لحماية الأمن العام في البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!