ترك برس

في خطوة تُبرز تحولاً استراتيجياً في أولوياتها الدفاعية، أعلنت تركيا تقليص صفقة شراء طائرات "إف-16" الأمريكية، مستغنية عن تحديث 79 طائرة عبر الولايات المتحدة لصالح تحديثها محلياً عبر شركة "توساش". وبالتوازي، تدرس أنقرة تعزيز قدراتها الجوية عبر شراء طائرات "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، مع الاستمرار في تطوير مقاتلتها المحلية "قآن"، مما يعكس توجهاً نحو تقليل الاعتماد على الخارج وتعزيز الإنتاج الوطني.

وفي تصريحات أدلاها الأربعاء، أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر أن بلاده قررت تقليص صفقة بقيمة 23 مليار دولار لشراء مقاتلات "إف-16" من الولايات المتحدة، حيث ألغت شراء 79 مجموعة تحديث لطائراتها الحالية من الطراز نفسه. ويأتي القرار في ظل قدرة شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) على تنفيذ هذه التحديثات محليا.

وكانت تركيا، أحد أعضاء حلف الناتو، قد وافقت في وقت سابق على شراء:

- 40 طائرة "إف-16" بلوك-70 فايبر من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.
- 79 مجموعة تحديث للطائرات الحالية.
- دفع 1.4 مليار دولار دفعة أولى لتغطية كلفة الطائرات الجديدة.
- تكلفة الصفقة النهائية للطائرات الجديدة والذخيرة تبلغ حوالي 7 مليارات دولار.

وألغت أنقرة صفقة شراء مجموعات التحديث بسبب قدرة مرافق توساش على إجراء التحديثات محليا، مما يُعزز الاعتماد على الكفاءات الوطنية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".

موقف تركيا من إف-35

وأعرب غولر عن رغبة تركيا في إعادة الانضمام إلى برنامج "إف-35" بعد استبعادها في عام 2019 إثر شرائها نظام دفاع صاروخي روسي، وكانت تركيا قد سجلت طلب شراء 40 طائرة "إف-35" قبل استبعادها.

إلى جانب صفقة "إف-16″، تبحث تركيا في شراء طائرات يوروفايتر تايفون، التي تنتجها ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا. وتواصل أنقرة تطوير طائراتها المقاتلة المحلية "قآن"، التي تمثل خطوة نحو تعزيز الصناعات الدفاعية الوطنية.

وتعد تركيا من أكبر مستخدمي طائرات "إف-16″، حيث تضم قواتها الجوية أكثر من 200 طائرة من الطرازات الأقدم (بلوك 30، 40، 50). ومع تقليص الصفقة، يُظهر القرار التركي تحولا نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية.

تركيا ومقاتلات "يوروفايتر تايفون"

تراهن تركيا على دعم بريطانيا لتجاوز التحفظات الألمانية بشأن صفقة توريد مقاتلات "يوروفايتر تايفون"، وذلك في ظل جهود أنقرة لتحديث أسطولها الجوي وسد الفجوة الناتجة عن عرقلة الكونغرس الأميركي لصفقة مقاتلات "F-16"، وسط استمرار الخلافات السياسية التي تؤثر على صفقات الدفاع مع ألمانيا.

وفي تصريحات أدلاها خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن بريطانيا تقود مساعي لتوريد طائرات "Eurofighter Typhoon" إلى تركيا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المشروع المحتمل لا يزال في مراحله المبكرة.

وفي معرض رده على سؤال عن التوريد المحتمل للطائرات المقاتلة، أضاف شولتز خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سنواصل العمل على هذا الأمر، لكن (بريطانيا) هي من تقود هذا المسعى حالياً".

ويصنع مقاتلات "Eurofighter Typhoon" تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وتمثله شركات "إيرباص"، و"بي.إيه.إي سيستمز"، و"ليوناردو"، بحسب تقرير لموقع "الشرق".

وحول هذا الأمر، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية "نواصل إحراز تقدم بشأن التصدير المحتمل لطائرات "Eurofighter Typhoon" إلى تركيا، وهي حليف مهم في حلف شمال الأطلسي".

وأضاف: "عندما نُفكر في أي تصدير محتمل لطائرات (Eurofighter Typhoon)، فإننا نعمل بشكل وثيق مع حكومات ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، بما يتماشى مع الالتزامات التي قطعتها كل دولة لدعم صادرات الدول الأخرى".

والعام الماضي، أعلنت تركيا أنها تُجري محادثات مع بريطانيا وإسبانيا لشراء 40 طائرة عسكرية من طراز "Eurofighter Typhoon" متعددة المهام، رغم اعتراض ألمانيا على هذه الفكرة. ومنذ ذلك الحين، تشتكي أنقرة من عدم إحراز تقدم في هذا الملف بسبب معارضة برلين.

وقال أردوغان للصحافيين خلال المؤتمر المشترك مع شولتز في إسطنبول "نود أن نتغلب على بعض الصعوبات التي شهدناها في فترات سابقة فيما يتعلق بتوريد منتجات الصناعة الدفاعية وتطوير تعاوننا".

وفي وقت سابق، أوضح مسؤول بوزارة الدفاع التركية أن أنقرة اتخذت خطوات فنية تهدف إلى تسريع عملية شراء الطائرات المخطط لها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!