ترك برس

قال الرئيس التركي السابق عبد الله غل إن المزاعم المتعلقة بانتهاج أنقرة "العثمانية الجديدة" في سوريا عارية عن الصحة والواقعية.

جاء ذلك في حوار أجراه مع موقع "المجلة"، قبل الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

الرئيس التركي السابق أضاف أكد أن أنقرة "حريصة على وحدة التراب السوري وقد ذكر هذا الموضوع أكثر من مرة، ولا يوجد هناك أي تردد في هذا الموضوع."

وتابع: لا مجال للحديث عن بعض الأقاويل التي نشأت حول "العثمانية الجديدة" وما إلى ذلك. تركيا تريد أن تكون سوريا حرة بسيادتها وبوحدتها الترابية والاجتماعية.

وأردف: لا مجال للشك في هذا الموضوع. من هذا المنطلق يجب أن نبدأ بالنظر في هذا الموضوع لأن هذا الموضوع قد يسهل عملية اللقاء في وقت من الأوقات.

لماذا توجد وحدات من الجيش التركي؟ بطبيعة الحال حدث فراغ أمني وإرهابي، وتركيا لا تريد وليس في أجنداتها إطلاقا أن تضر بأمن سوريا أو أن تغير الخريطة الموجودة حاليا. هذا يجب أن يكون معلوما لدى الإخوة السوريين ولكل العالم.

لقد ذكر هذا الموضوع على لسان رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وكذلك جميع المسؤولين المعنيين. أما متى تنسحب وحدات من الجيش التركي الموجودة في سوريا وبأية طريقة؟ فهذه مسألة يجب التباحث فيها. أنا لست في موقع المسؤولية لأعلم كيف سيتم هذا الموضوع، ولكن أتمنى أن يتم هذا الموضوع بسلاسة وبوضوح بالشكل الذي يرضي الأطراف.

هذا ينطبق على العراق أيضا، ربما هناك بعض العراقيين ينظرون إلى وجود أو غارات معينة مثلا، ولكن هذا الوجود سببه الفراغ الأمني الموجود لأنه لو استطاعات الحكومة العراقية أن تنهي هذا الموضوع لما دخلت وحدات من الجيش التركي، وهذا الأمر لسوريا أيضا.

سقوط نظام بشار الأسد 

وفي تطور تاريخي، أُعلن الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وقد فرّ بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، منهياً حكمًا استمر منذ عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد.

وجاء سقوط النظام بعد ما يقرب من 14 عامًا على انطلاق الثورة السورية، وتصعيد كبير للفصائل المسلحة التي بدأت عملياتها الأخيرة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من مناطق ريف حلب الغربي، وصولًا إلى دمشق.

بهذا الانهيار، طُويت صفحة استمرت 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد على السلطة في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، حيث أعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام قرابة 12 عامًا، وبعد أيام من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة دمشق، في خطوة تُبرز دعم تركيا للتحولات السياسية في سوريا.

وفي أكثر من مناسبة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستدعم الشعب السوري سياسيا واقتصادية ودبلوماسيا وعسكريا في مرحة ما بعد سقوط نظام البعث، معبرا في الوقت نفسه رفض تركيا القاطع لـ "الأطماع الانفصالية" في سوريا وللهجمات الإسرائيلية التي تكثفت عقب سقوط النظام.

عبد الله غل 

وعبدالله غُل من الشخصيات السياسية النادرة في تركيا. عرف بلاده من الداخل ومن الخارج. درس فيها وخارجها. عمل فيها وخارجها. انخرط في السياسة، وانضم إلى نجم الدين أربكان في "حزب الرفاه"، ثم ساهم لاحقا في تأسيس "حزب العدالة والتنمية" مع رجب طيب أردوغان.

تنقل عبدالله غل بين مناصب عدة: وزير خارجية، ورئيس وزراء، ورئيس جمهورية. أقام في قصر تشانكايا الرئاسي بين 2007 و2014، لكنه لم يكن أسيرا له. ترك كرسي الرئاسة لصديقه رجب طيب أردوغان.

غل، الأكاديمي والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والرئيس السابق، عاصر مراحل مهمة في تاريخ تركيا، بينها الكثير من المنعطفات الحاسمة في الشرق الأوسط، فأثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان السيد غل رئيسا للوزراء، ولعب دورا قياديا عندما قرر البرلمان التركي عدم السماح بتمركز القوات الأميركية في البلاد في حال اندلاع الحرب في العراق. كما كان رئيسا لتركيا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في 2008-2009، وفي فترة "الربيع العربي" عام 2011.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!