
ترك برس
سلط الصحفي التركي كمال أوزتورك، الضوء على التأثيرات الإقليمية لدعوة زعيم تنظيم "PKK" الإرهابي، عبد الله أوجلان لحل التنظيم، وما قد ينجهم عنها من إعادة رسم التوازنات الإقليمية، خاصة في سوريا، حيث ترفض ميليشياتن "YPG" الالتزام بها، مما قد يؤدي إلى انقسامات داخلية وتغيرات في المشهد الكردي والسياسي بالمنطقة.
وفي تقرير له على موقع "الجزيرة نت"، قال أوزتورك إن نص دعوة أوجلان يعلن بوضوح لا يحتمل أي تأويل أو تفسير عن حلّ تنظيم "PKK".
وأضاف: من المتوقع أن يلتزم معظم عناصر التنظيم بهذه الدعوة، لأن عدم الامتثال لها سيضعهم في موقف العصيان والتمرّد على أوجلان، ومن ثم لن يكون هناك بعد الآن أي عناصر من الشعب الكردي تنضم إلى التنظيم.
ويرى أوزتورك أنه سواء تخلّى التنظيم عن السلاح أم لا، فإن هذا الإعلان يُعدّ مكسبًا كبيرًا لتركيا في حربها على "الإرهاب، مبينا في الوقت نفسه أن "حلّ PKK سيعزز موقف إدارة بارزاني في كردستان العراق، والحكومة المركزية في بغداد، حيث كانتا تعانيان من مشكلات مع التنظيم منذ مدة طويلة. الآن، سيكون بإمكانهما التعامل بسهولة أكبر مع أي عناصر لم تلقِ السلاح".
وتابع: رغم دعوة أوجلان، أعلن تنظيم YPG في سوريا أنه لن يلتزم بها، قائلا إن هذه الدعوة تخصّ PKK، ولا تشملهم. ومع ذلك، ستؤدي هذه الخطوة إلى إثارة الانقسامات داخل "YPG"، حيث سيجد البعض أنفسهم في موقف معارض لأوجلان، مما قد يؤدي إلى انشقاقات داخل التنظيم.
مصادر أمنية تشير إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة هما السبب الرئيسي وراء رفض "YPG" دعوة أوجلان، مما سيجعل التنظيم في نظر تركيا "جيش مرتزقة أجنبيا" يخدم أجندات خارجية، بحسب أوزتورك.
الصحفي التركي أضاف أن "الحكومة السورية ستستفيد من الوضع الجديد، إذ ستتمكن من الضغط بشكل أكبر على YPG لنزع سلاحها وإدماجها في النظام. حتى لو ظهر التنظيم تحت أسماء جديدة، فإن المعنويات والدوافع القتالية لن تبقى كما كانت، وذلك يعني أنه سيفقد تأثيره تدريجيا حتى يختفي تمامًا".
ولفت إلى أنه "في بعض المناطق التي كانت تخضع لإجراءات استثنائية بسبب تهديدات PKK، من المتوقع رفع حالة الطوارئ، مما سيسرّع مشاريع التنمية والاستثمارات".
وعلى الصعيد التركي، قال أوزتورك إن حزب الشعوب الديمقراطي سيتحرر من ضغط "PKK"، مما سيتيح له ممارسة سياسة مدنية بعيدة عن النفوذ المسلح، وهو ما سيعزز الديمقراطية في تركيا.
وبشأن الرئيس رجب طيب أردوغان وحليفه زعيم حزب الحركة القومية وأول من أطلق المبادرة هذه، دولت بهتشلي، فقال أوزتورك إنهما "سيدخلان التاريخ كقادة سياسيين استطاعوا إنهاء أطول حركة تمرد مسلح في العالم، وهو ما سيعزز موقفهم الداخلي ويرفع شعبيتهم."
واختتم الصحفي التركي بالقول: رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم قالن سيحظى بمكانة بارزة في التاريخ بصفته مهندس هذه العملية، مما سيزيد من سلطته ونفوذه داخل الدولة.
دعوة أوجلان
وكان أوجلان وجّه دعوة للحزب، الخميس، بإلقاء السلاح وحل نفسه.
وتعليقا على ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، "لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب"، وأكد أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذرا من أي "استفزازات".
وأضاف الرئيس التركي "عندما تتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي".
وكان قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي قد أكد أمس أن دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح تتعلق بالحزب فقط و"لا علاقة لها بسوريا".
وحمل "PKK" السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984، ويتمركز الآن في منطقة جبلية بشمال العراق، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجماعة منظمة إرهابية.
وقُتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.
ودعت أنقرة مرارا YPG إلى نزع سلاحها منذ سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد العام الماضي، محذرة من أنها قد تواجه عملا عسكريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!