ترك برس

طالب تنظيم "PKK" الإرهابي بالإفراج عن زعيمه المؤسس عبد الله أوجلان المسجون بالمؤبد في تركيا، وذلك كي "يقود عملية نزع السلاح" كمرحلة تالية لإعلان التنظيم وقف إطلاق النار وترك السلاح استجابة لنداء أوجلان.

وقال المدعو هفال سركوت، ما يسمى بـ "مسؤول العلاقات الخارجية" في التنظيم بمنطقة قنديل داخل الأراضي العراقية، إنه سيمتثل لدعوة زعيمه المسجون بتحقيق السلام وإعلان وقف إطلاق النار بدءا من اليوم، مشيرا إلى أنه يأمل أن تطلق أنقرة سراح أوجلان كي يتسنى له قيادة عملية نزع السلاح.

وأضاف التنظيم المحظور في تركيا -في بيان له- أن هناك حاجة لوضع شروط سياسية وديمقراطية لإنجاح العملية، بحسب ما نقلته شبكة الجزيرة القطرية.

وقال "سركوت" إن التنظيم مصر على وُجود قائده عبد الله أوجلان بين صفوفه ليقود عملية السلام، بما فيها إلقاء مقاتلي التنظيم لأسلحتهم وحل التنظيم والانخراط في عملية سياسية حقيقية مع تركيا، على حد وصفه.

 

ووفقا لبيانات تركية، تسبب حزب العمال في مقتل نحو 40 ألف شخص (بين مدنيين وعسكريين) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وبينما كانت جهود السلام مجمدة منذ نحو عقد أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبادرة طرحها حليفه الرئيسي القومي دولت بهتشلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة. ودعا بهتشلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحل حزبه لقاء الإفراج المبكر عنه.

وأطلق أوجلان دعوتين سابقتين إلى الهدنة، في بداية هذا القرن ثم في عام 2013 لكنهما باءتا بالفشل، مما أفسح المجال أمام تجدد القتال.

وكان أوجلان وجّه دعوة للحزب، أمس الأول، بإلقاء السلاح وحل نفسه.

وتعليقا على ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، "لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب"، وأكد أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذرا من أي "استفزازات".

وأضاف الرئيس التركي "عندما تتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي".

كما دعا حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أمس، الأكراد في البلاد والعراق وسوريا لإلقاء أسلحتهم، مؤكدا أنه "لا مساومة مع الإرهابيين".

وقال المتحدث باسم الحزب عمر جليك إن جميع المسلحين الأكراد، بما في ذلك ما تُعرف بقوات سوريا الديمقراطية، يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها أوجلان.

وكان قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي قد أكد أمس أن دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح تتعلق بالحزب فقط و"لا علاقة لها بسوريا".

وقد رحّبت جهات أمس من بينها الاتحاد الأوروبي بدعوة أوجلان، في حين رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في دعوة أوجلان "بارقة أمل لتحقيق السلام".

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام، أمس، إن "غوتيريش يرحب بهذا التطور المهم الذي يمثل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد بين الحزب الكردي المسلح والسلطات التركية".

كما رحّبت الولايات المتحدة بدعوة أوجلان، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريان هيوز "هذا تطور مهم، ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركائنا في مكافحة تنظيم الدولة بشمال شرق سوريا".

بدورها، رحّبت إيران بدعوة أوجلان، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد "توقف الإرهاب وتعزز الأمن في تركيا"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.

وفي حين أصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا رحبت فيه بالدعوة التي وجهها أوجلان، واعتبرتها خطوة "إيجابية ومهمة" لتحقيق الاستقرار في المنطقة، رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، داعية المقاتلين الأكراد إلى "تنفيذها".

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984، ويتمركز الآن في منطقة جبلية بشمال العراق، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجماعة منظمة إرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!