ندرت إرسنال - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
تعتبر تركيا اكبر واخطر نقطة ضعف لداعش ولهذا فان مشاركتها للحرب عليه ستكون ذات اثر كبير ومهم للغاية، فنرى اليوم تركيا وهي تحارب ثنائية الإرهاب في المنطقة داعش-حزب العمل الكردستاني، لكن هذه الحرب أتت في وقت قد لا يكون مثالي لتركيا وبالذات للسياسية الداخلية لتركيا، فتركيا تعيش اليوم لحظات مهمة في صناعة سياسة داخلة قد تكون جديدة ومختلفة، ونرى ذلك في الصراع الداخلي والخارجي للمعارضة السياسية التي لا تترك شيء في الداخل او الخارج الا وقد ربطت بينه بخيوطها لتسوق وتسوّق الاحداث حسب ما يخدم اجنداتها الداخلية والخارجية، فهذه المعارضة فيها من الكثرة كغثاء السيل لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي تظهر بأحزاب كثيرة لكن من دون استراتيجيات حقيقية تستطيع من خلالها ان تصنع فارقا هنا او هناك.
في الوقت الذي تواجه فيه تركيا بقواتها المسلحة وسياستها الخارجية ثنائية الإرهاب داعش-حزب العمل الكردستاني فان المعارضة لم تجد الطريق المناسب لتطور ادواتها واستراتيجياتها لتتناسب مع متطلبات الواقع وتطلعات المستقبل، ففي الوقت الذي كان يجب على هذه المعارضة ان تتخذ مواقف في مصلحة السياسية التركية الخارجية رأيناهم وهم يتبنون مواقف تضعف من الموقف التركي مثل مواقفهم في تفسير الهجمة على التنظيمات الإرهابية على انه عرض للناتو من اجل مكاسب للحزب الحاكم، وكذلك كانت مواقفهم في المنطقة العازلة التي تتبناها الحكومة والذي يُعتبر كإنجاز سياسي ناتج عن محادثات مشتركة مع واشنطن.
في سياق الحديث عن حرب داعش في سوريا فإننا يجب ان لا ننسى موسكو والكرملين، فسياسية روسيا نحو داعش واضحة لكن اختلافات الرؤى تتشكل عند الحديث عن حليفها الاستراتيجي الأسد، فرغم المحادثات المكوكية بين واشنطن وموسكو الا ان اوباما ما زال غير قادر على اقناع بويتن بموقفه نحو الأسد بشكل كامل، وفي سياق الحديث عن التقارب السياسي بين انقرة وواشنطن فان على المعارضة الداخلية ان تكوّن جبهة قوية من اجل تحقيق اهداف وسياسيات البلاد الأسمى ومن ثم الدفع نحو سياسية خارجية تركية اقوى.
وفي اطار كل هذه الاحداث نرى ان الخارطة السياسية في المنطقة تدخل مرحلة التغيير بسبب الكثير من العوامل، من اهم هذه العوامل هو الاتفاق النووي الإيراني وما يترتب عليه من تغير جذري في سياسات أمريكا وايران في المنطقة وما يترتب على ذلك من اثار في موازين القوى، ثم الموقف الأمريكي من الأسد ومحاولة الموازنة بين اطرف اللعبة المختلفة، والدور التركي الجديد وما يترتب عليه من تغييرات جذرية في الخريطة السياسية في المنطقة، والمنظمات الإرهابية من داعش الى حزب العمل الكردستاني والمليشيات المختلفة واثرها في اللعبة السياسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس