ترك برس
في زيارة رسمية تعد هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الجمهورية، حلق بالأمس رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان بطائرة الرئاسة الرسمية الخاصة به متجهًا إلى الصين للالتقاء بالرئيس الصيني شي جين بينغ في استقبال رسمي وعلى مستوى رفيع، وكان كل من وزير الطاقة ووزير المواصلات ووزير الاقتصاد ووزير الصناعة والأبحاث التكنولوجية ووزير الصحة ووزير الخارجية ضمن الوفد التركي الذي رافق أردوغان في زيارته إلى الصين، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال.
من نوعية الوزراء والعدد الكبير من رجال الأعمال الذين كانوا برفقة أردوغان نستطيع الاستفاضة بأن الزيارة هي زيارة اقتصادية من الطراز الأول، والذي يثبت ذلك أكثر هو المواضيع الأساسية التي تمت مناقشتها خلال الاجتماعات التي جمعت بين الطرفين والتي ركزت على زيادة التبادل التجاري والاستثمار الخارجي المتبادل وتبادل الصناعات التكنولوجيا وغيرها الكثير من المواضيع الاقتصادية التي تبين الواجهة الرئيسية لزيارة أردوغان للصين.
وفي أعقاب اتضاح الواجهة الرئيسية للزيارة تناول الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" "صادق أوناي" الموضوع بشكل تحليلي تحت عنوان "العلاقات الاقتصادية الصينية التركية في ظل حركة العولمة"؛ ويستهل الباحث موضوعه التحليلي بالقول "هناك علاقات اقتصادية مكثقة بين تركيا، التي تحمل الإرادة التقدمية والتطويرية الاقتصادية، والصين التي تُعد القوة الاقتصادية الثانية في العالم والتي تتطور بشكل سريع وملحوظ في مجال التكنولوجيا الصناعية عالية الجودة والانتاجية".
ويبين الكاتب أنه "في ظل اتساع رقعة مجالات العولمة التي تحث على التعاون المفتوح والانفتاح المشترك بين الدول؛ تسعى تركيا لزيادة علاقاتها الاقتصادية مع الصين بشكل خاص لما تتمتع به الأخيرة من أهمية اقتصادية عالمية حيث تُعد المحرك الأساسي لعملية الانتاج الصناعي في العالم، ويؤكد الكاتب بأنه " لا بد لتركيا من اقامة علاقات اقتصادية انفتاحية استقابية مع الصين لما تملكه من خاصية اقتصادية مميزة وجاذبة معروفة عالميا الأمر الذي يمكن أن يدعم من اكتساب تركيا لخبرتها المميزة ويدعم من حجم الانتاجية الاقتصادية والتجارية لتركيا".
ويذكر الكاتب أن أهمية للعلاقات الاقتصادية التركية الصينية في ظل حركة العولمة تكمن في إمكانية تركيا الاستفادة من الخبرات الصينية الاقتصادية والصناعية الانتاجية من خلال استقطاب كودار صينية من النخبة الأولى لتأسيس بنية تحتية صناعية وتجارية مميزة في تركيا تخدم من زيادة حجم الإنتاج التجاري في تركيا، وكما يمكن لتركيا أن تتطور إنتاجياتها الصناعية والتجارية من خلال تطوير استراتيجيات اقتصادية مميزة تنظم حجم التبادل التجاري بين الدولتين بشكل البضائع التركية المصدرة للصين تساوي البضائع الصينية الموردة لتركيا".
وفي نهاية تقريره يكشف الباحث عن تمنياته بتحقيق تركيا لهذه الغاية حتى تصبح تركيا أحد الدول الاقصادية والصناعية الضخمة في العالم.
ويشير الباحث إلى نقطة مهمة حيث يقول "حتى يتم تجنب انتقاد بعض المهتمين الذي يمكن أن يدعوا بأن الزيارة جاءت في أعقاب زيادة أعمال التفرقة العنصرية التي تمارسها الحكومة الصينية ضد مسلمي الإيغور الموجودين في شرق البلاد، كرد موضوعي؛ يمكن أن يكون هذا الموضوع أحد أهم أسباب الزيارة ولكن لم يتم الإعلان عنه على المستوى التركي الرسمي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!