احمد تاشكاتيران - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما يقدم الناخب الى تقديم صوته يفكر في احتمالاته ويدرسها قدر المستطاع، وبعد الدراسة ينتخب؛ فتكون ردود فعل الناخب بعد النتائج وبداية العمل الحقيقي لتلك الأحزاب إيجابا او سلبا، فقد لا يكون الحزب الذي اعطى له صوته عند وعوده فيندم على تقديم صوته، وقد يكون عند كلمته فيطمئن لصوته. مثل هذا السيناريو هو ما يعيشه الناخب الكردي المتدين، فبعد ان أعطوا اصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطية والتي كانت في السابق من نصيب حزب العدالة والتنمية؛ نرى ان ردود الأفعال أقرب الى الندم، ولتحليل الظاهرة يجب ان نعلم سبب تقديم أصواتهم لحزب لشعوب الديمقراطية، وهي كالتالي:
1-تاثروا بالغريزة الكردية رغم اقتناعه بان الوضع السياسي يجب ان يكون في اتجاه الاندماج في السياسية التركية، فأرادوا ان يروا ما يمكن لحزب الشعوب الديمقراطية تقديمه إذا تجاوز العتبة الانتخابية.
2-الخوف من التهديدات المستمرة التي كانت تخرج من حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية؛ بان الحياة في الجنوب الشرقي ستصبح مستحيلة وان الاوضاع ستتجه الى الفوضى إذا لم يتعدى الحزب العتبة الانتخابية.
3-اقتناعه بان نجاح حزب الشعوب الديمقراطية في تعدي العتبة سيدفع الحزب الى التخلي عن الخيار المسلح.
4-لأنهم يعلمون الوسط الكردي جيدا وان خيار العنف دائما وارد. ونتيجة لكل هذه التهديدات وغيرها اعطى صوته لحزب الشعوب الديمقراطية.
ولو تأملنا في هذه الأسباب وقمنا بدراستها لعلمنا ان اكثرها تأثيرا هو التهديد المستمر سواء بالقتل والتنكيل او بالحياة الصعبة التي ستكون في حال لم يتعدى الحزب حد العتبة، ثم ان دافع الفضول وجهل القادم قد كان يقول لهم: اتركوا الحزب يتعدى العتبة الانتخابية؛ لنرى ما الذي يستطيع ان يقدمه، ولعل وعسى يتخلى عن خيار الإرهاب والعنف ويركن الى السلم!
ثم كانت أخطر نقطة في الموضع عندما ترسخ في الوعي الكردي بان سلاح حزب العمال الكردستاني انما هو سلاح شرعي وان سطوته في الجنوب الشرق انما هي تحصيل حاصل، وان حكم ذاتي تحت سلطانه خيار مطروح. بعد فخ الوعي الباطن الذي سقط الاكراد به جعلهم مستسلمين لحقيقة السطوة المسلحة التي يتحرك بها الحزب في مناطق الاكراد، واستخدامه لحلم كردستان جعل من هذه السطوة تقع موقع الشرعية لدى الاكراد.
وإذا أردنا تحليل ظاهرة " الإرهاب ومحاربته" في الوسط الكردي نرى ان اراء الأكراد المتدينين تجري بين، أولا: لا يقبلون إرهاب حزب العمال الكردستاني باي حال من الأحوال لكن يرون فيه الابن العاق للعلاقة التاريخية بين الاتراك والاكراد. ثانيا: يعتقدون ان محاولة اشعار الحزب ببعض الأمان قد يساعد بشكل من الاشكال في تغيير وضع الاستبداد الذي يظهره عليهم. ثالثا: يعتقدون كذلك بان اخلاء الساحة لحزب العمال الكردستاني قد يساعد في فض بعض الاحتقان الذي يعيشه الحزب مع الحرة الإسلامية المسلحة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس