جلال سلمي - خاص ترك برس

تبين مؤسسة الإحصاء التركية بأن ما يقارب 11 مليون سائح يأتون سنويًا إلى إسطنبول، وإن 14 بالمئة من هؤلاء السياح القادمين لتركيا وخاصة لإسطنبول يحولون رحلتهم السياحية إلى رحلة إقامة وهجرة مستمرة، وتورد الكثير من التقارير الخاصة بإقامة الأجانب في تركيا بأن السبب الرئيسي وراء ذلك "هو الوضع الاقتصادي الجيد والحياة الكريمة التي يمكن أن يحصل عليها الأجنبي "الذي يعمل" في تركيا مقارنة بمسقط رأسه".

إلى جانب هذا السبب الرئيسي تبين صحيفة ميلييت التركية في تقرير صحفي لها بعنوان "عدة أسباب لإقامة الأجنبي في تركيا" أن هناك أسبابًا مشتركة تجعل الأجانب يعجبون بتركيا كبلد إقامة دائم، وتذكر الصحيفة بعضًا من هذه الأسباب مثل؛ الحيوية والنشاط التي تتمتع به تركيا مقارنة بالدول الأخرى، والجمال الطبيعي الخلاب الباهر الذي يمكن قضاء أجمل العطل المستمرة والمتنوعة من خلاله، وفرص العمل المفتوحة للأجانب خاصة بعد تعلمهم اللغة التركية إذ يصبح لديهم فرصة عمل ذهبية كمترجمين أو مندوبي مبيعات أو باحثين أو صحافيين وغيرها الكثير من الفرص التي يمكن الحصول عليها في حال إتقانهم لغتين.

وفي تجربة شخصية يروي الطالب في جامعة أولوداغ التركية الموجودة في مدينة بورصة الواقعة وسط تركيا أوكان يوكسال الملتحق بكلية العلوم الإدارية والاقتصادية فرع العلاقات الدولية والعلوم السياسية أنه "في أحد الأيام حضر اجتماعًا ضم العديد من الدبلوماسيين القادمين من عدة دول أجنبية، وكان يسعى من ذلك إلى اكتساب الفائدة والمنفعة والتجربة من التعرف على الدبلوماسيين والاستماع لتجاربهم الشخصية في مجال العمل الدبلوماسي".

ويضيف يوكسال بأنه "تعرف على العديد من الدبلوماسيين، واستمع إلى الكثير من القصص والتجارب التي خاضها الدبلوماسيون وأصبحت بمثابة دروس مثالية لهم ولمن يرغب بالاستفادة من تجاربهم الحية والعملية، ويردف قائلًا "استمعت للجميع بكل حفاوة وانتباه وكان هناك العديد من الخطابات المُلقاة من قبل الدبلوماسيين المنضمين لذلك الاجتماع وكان أغلب هذه الخطابات لحُسن حظي متعلق بتجارب المتحدثين وهذا ما زاد رصيدي بشكل كبير من المعرفة والتجربة العملية، وبعد هذه الخطابات بدأ الحضور ينقسم إلى مجموعات وبدأت هذه المجموعات تتحدث فيما بينها بحفاوة وحرارة دون معرفة أي حدود أو قيود".

ويشير يوكسال إلى أنه بعد مشاهدته لتلك المجموعات ألقى بنفسه في وسط أحدها، "وبعد التعرف السريع بيني وبين أعضاء المجموعة رجحت الاستماع أكثر من التحدث، تنوع الحديث وتشكل إلى أن عاد في النهاية لتركيا وسياسة تركيا الداخلية والخارجية ووضعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي".

ويعرب يوكسال عن استغرابه فور سماعه لأحد الدبلوماسيين الفرنسيين يتحدث بلغة دبلوماسية مُحنكة يقول "بعد أن أصبح متقاعدًا أريد أن أبقى في إسطنبول"، ويقول يوكسال "على الفور انتابني الفضول عن سبب قول الدبلوماسي الفرنسي هذه الجملة فسألته هل أنتم معجبون بتاريخ إسطنبول ومن أجل ذلك ستبقون بها؟".

ولكن يفيد يوكسال "بأن رد الدبلوماسي الفرنسي حيال سؤالي كان بالنفي، الأمر الذي زاد من فضولي فسألته بشكل مباشر لماذا أنت كمواطن ودبلوماسي فرنسي تريد الإقامة في إسطنبول!!؟؟".

يقول يوكسال بأن "رد الدبلوماسي كان جميلًا ومصدر فخر لي إذ قال إن تركيا أو إسطنبول مدينة عالمية فريدة تعج بالحركة والحيوية والأحداث المتغيرة بشكل دائم الأمر الذي يجعلك تتوق للعيش بها لقتل الروتين والاستيقاظ كل يوم على صحو يوم جديد وحدث جديد ولا تغفل الجمال الباهر والساحر الذي تتمتع به القرى المجاورة لها قرى ساحرة وممتعة ومميزة للإقامة بها لإراحة النفس وقضاء أفضل وأبهى الأوقات".

ولكن على الصعيد الآخر يقول يوكسال "أكمل الدبلوماسي رده وشرحه لسبب اختياره إسطنبول وتركيا كمكان للإقامة المستمرة بأن هناك راحة نفسية عميقة في تركيا حيث أنه في فرنسا تستطيع أن تعلم ماذا سيحدث بعد سنة أو حتى 5 سنوات ولكن في تركيا لا تستطيع أن تعلم ماذا سيحدث أو سيتغير غدًا وهذا يجعل العيش في تركيا أكثر حماسة وأكثر إثارة".

وفي نهاية قصته يقيم يوكسال رد الفرنسي قائلًا "زاد الفرنسي من فخري بتركيا عند قوله بأنها جميلة ورائعة ولكن على الجانب الأخر من رده أعطيني بعضًا من خيبة الأمل وبعضًا من الحماسة والتحفيز لأن نكون جيلًا يساعد تركيا ويؤهلها على معرفة الأحداث المستقبلية الاستراتيجية ليس فقط لسنة بل لعدة سنوات وهنا لا بد من شكر حكومة حزب العدالة والتنمية التي تساعد في إعداد جيل شبابي ناجح ونشط يساهم في إعداد الكثير من الخطط والاستراتيجيات المتنوعة التي ستجعل من تركيا قوة عالمية يُحتذى بها بحلول 2023".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!