ترك برس - قنا
انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال الدولي ومعرض التكنولوجيا المتقدمة، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات أمس الثلاثاء.
وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وقطر التي وصلت إلى مستوى عال من التوطيد تشهد تطورًا يومًا بعد يوم، وبدأت تأخذ أبعادًا كبيرة تفتح فرصًا جديدة أمام البلدين، وذلك في كلمة له أثناء حفل الافتتاح ألقاها نيابة عنه السفير التركي في الدوحة أحمد دميروك.
وأضاف أردوغان أن ما تعيشه المنطقة من أوضاع صعبة تتطلب تعاونًا في المجالات المختلفة مع إعطاء الأهمية الكبرى للتعاون في مجال الصناعات الحربية، مشيرًا إلى أهمية تنظيم المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة من قبل جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "الموصياد".
وثمّن الرئيس التركي التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بما يرسم الطريق القويم لتأسيس تكنولوجيا عالية الجودة تصب في مصلحة الدول الأعضاء، وذلك من خلال المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة، الذي يمثل حافزًا كبيرًا لتطوير العلاقات بين الدول الأعضاء في هذا المجال.
ولفت إلى أن العديد من اللقاءات التي سيتمكن المشاركون من إجرائها أثناء المؤتمر، ستمثل فرصًا مهمة للدول المشاركة، تتيح لهم التعرف عن قرب على بعضهم بعضًا وتسهم في زيادة الثقة بين جميع المشاركين، مُعربًا عن أمله في أن يثمر هذا المؤتمر الذي يُقام لأول مرة في قطر عن الفوائد التي يأمل في تحقيقها جميع المشاركين.
من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية إنه في هذا الوقت الذي يعيش فيه الاقتصاد العالمي في حالة انتقال إلى حقبة جديدة، تتزايد الحاجة إلى تضافر الجهود الدولية لتسهيل عملية الانتقال إلى التكنولوجيا المتطورة، ونأمل أن يكون هذا المؤتمر في الدوحة خطوة نحو هذا الطريق.
وأضاف الوزير أن المؤتمر يهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات العميقة بين دولة قطر والجمهورية التركية، تفعيلًا للتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري وزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتشكيل منبر يجمع القطاعين العام والخاص معًا، وخلق فرص تعاون للقطاعات ذات الصلة وبناء جسور للتواصل بين رجال الأعمال في البلدين لبحث الفرص الاستثمارية والتجارية.
ومن جانبه، قال وزير الدفاع الوطني التركي وجدي غونول إن استضافة دولة قطر للمؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة، وهي الدولة الأولى التي تستضيفه خارج تركيا، يعكس الارتباط الوثيق بين الدولتين ويمثل فرصة قيمة للمنتجين في كلا البلدين، مضيفًا أن قطر التي تعتبر لؤلؤة الخليج أصبحت دولة مهمة في الشرق الأوسط.
وتابع الوزير قائلًا إن دولة قطر شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأثبتت قدرتها على حل النزاعات في المنطقة، فيما طورت علاقاتها الدولية، وأصبحت نموذجًا بما بنته من قيم مشتركة وعلاقات مع مختلف دول العالم.
وأكد أن قطر وتركيا تجمعهما قيم مشتركة من الناحية الثقافية والتاريخية، كما تجمعهما المبادئ المشتركة التي ترعاها كل منهما ونصرتهما للسلام العالمي، وسعيهما في إطار الجمهود المتنوعة التي تصب في مجال تعميق السلام في المنطقة والعالم.
وثمّن الوزير التركي استضافة الدوحة للمؤتمر الذي يُعد مشروعًا مهمًا لجذب مختلف التكنولوجيات المتطورة التي يتم إنتاجها في تركيا ومشاركتها مع رجال الأعمال والمستثمرين في دولة قطر، وذلك عبر جمع من الشركات المتخصصة في المجالات التركية المتنوعة، معربًا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج تلبي الطموح، وأن يُسهم في خلق مجالات للتعاون الوثيق بين الشركات المشاركة.
وعقب إلقاء الكلمات، قام رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني بافتتاح معرض التكنولوجيا المتقدمة المُصاحب لمؤتمر منتدى الأعمال الدولي التاسع عشر، تفقّد خلالها أروقة المعرض وتعرف على أهم المنتجات المعروضة. وأشاد في ختام جولته بالمعرض بالتقنية العالية التي وصلت إليها هذه المنتجات، ومؤكدًا ضرورة التواصل المشترك بهدف تعزيز التعاون بين دولة قطر وتركيا في هذا المجال.
بدوره، نوّه رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين بتركيا "الموصياد" نائل أولباك بالعلاقات الاقتصادية التركية القطرية، ودعا القطاعين العام والخاص إلى اغتنام فرصة انعقاد المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات والمشاركة بصورة فعالة في المؤتمر والمعرض، باعتبارها يشكلان فرصة ثمينة للتعرف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا التركية والعمل المشترك من أجل النهوض بهذا القطاع.
وأكد حرص جمعية الموصياد على تهيئة البيئة المناسبة للترويج للاستثمارات المشتركة بينها ودولة قطر واسعي إلى التوصل لشراكات بناءة تصب في صالح الطرفين، مشددًا على أن إقامة هذه المؤتمرات تساهم بصورة كبيرة في تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات مع الدول الصديقة، وأوضح أن الموصياد تهدف خلال السنوات القادمة إلى إجراء هذه المعارض بدول عربية وخارجية وهذه أول مرة يُقام المؤتمر خارج تركيا بدولة قطر.
وأشار إلى أهمية المعرفة والعلوم التكنولوجية، معيدًا إلى الأذهان أن الدول الإسلامية تتمتع بحضارة تاريخية عميقة وتذخر بالعديد من العلماء الذين إذا ما تم إحسان استغلال خبراتهم كان قد تم الوصول إلى أعلى المراتب المتقدمة على أعلى المستويات العالمية، مشددًا على أهمية التركيز على البحث العلمي وتطويره بهدف النهوض بالتكنولوجيا وتطويرها.
وأضاف أولباك أن ما يُنفق على تطوير البحث العلمي بالدول الإسلامية شيء متواضع جدًا ويجب العمل على تعزيز هذا القطاع والنهوض له للوصول إلى مرحلة المنافسة، موضحًا أنه سيتم خلال أيام المؤتمر بدولة قطر عقد لقاءات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بهدف المساعدة في النهوض بالقطاع التكنولوجي وتطويره ودعمه.
من جانب آخر، ثمّن رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني اختيار دولة قطر لإقامة المؤتمر الدولي التاسع عشر لمنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المتقدمة، معتبرًا أن ذلك يدل على عمق العلاقات القطرية التركية، ويعكس مدى قوة العلاقات التجارية والاقتصادية بكافة الأصعدة والمستويات بين البلدين، خاصة وأنها المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر خارج الأراضي التركية.
ونوّه الشيخ فيصل بالعلاقات القطرية التركية المميزة، والتي استكمل مسيرتها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مدللًا على ذلك بتأكيد وزير الدفاع التركي وتثمينه في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، الدور القطري في المنطقة وكونها أصبحت دولة نموذجية وهامة ولها دور مهم في حل النزاعات والصراعات المتواجدة، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد أن قطر تمضي على النهج والطريق الصحيح في أن تكون بمصاف الدول الكبرى.
وأعرب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين عن أمله في أن يشارك القطاع الخاص القطري بقدر أكبر في المرات المقبلة، لافتًا إلى أن تواجد العديد من الجهات الرسمية بالدولة ومنها وزارة الاقتصاد والتجارة وتواجدها وتشجيعها لقطاع الأعمال في قطر يعمل على الدفع بهذا الاتجاه، ومؤكدًا أن مثل هذه المؤتمرات والمعارض تُعد فرصة متميزة لرجال الأعمال القطريين خاصة، وأن الجانب التركي يستهدف تحقيق استثمارات بقيمة كبيرة تصل إلى 5 مليارات دولار مع الجانب القطري، وهو رقم يمكن تحقيقه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!