ماركار إسيان - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
هناك خط رفيع بين أن تعيش اللحظة وأن تكون ضابطا لنفسك، فمنذ 2013 والبلاد تعيش ظروفا غير طبيعية وتشهد أحداثا غير مألوفة وهذا أمر لا أعتقد أن يكون شيئا طبيعيا.
هنا لا يمكننا أن نفصل ما يحدث في المنطقة عن سياقه وأبعاده التاريخية وكذلك لا يمكن أن نختصره بمفهوم "المؤامرة". ولهذا السبب فإنه يترتب علينا أن نعلم أن كل ما يحدث هو ضمن اطار الحرب النفسية وعليه فإن علينا أن نكون منضبطي النفس و ا نتحرك بردة الفعل.
وهذه باعتقادي في هذه الأيام الصعبة ليست وظيفة السياسيين فحسب بل على كل مواطن أن يتحلى بضبط النفس، نعم نحن نعيش هذه الأيام صعبة حيث يتم قتل الناس فيها من أجل فرض واقع معين على البلاد من جهات خارجية تهدف في نهاية المطاف إلى إحداث فتنة داخلية.
كما يجب علينا أن نسأل انفسنا من المنتفع من استهداف الحكومة ورئيس الجمهورية عقب هذه العملية الإجرامية، وهل هذه المطالب تعبر عن فكر محلي أم أنه يتم تحريكه من قوى خارجية؟.
هنا لا بد أن ندرك أن الذين يحركون اتجاه استهداف الحكومة ورئيس الجمهورية كثير منهم لهم ارتباطات خارجية ولكن يوجد من بينهم من يقوم بمساندتهم بدافع انتمائاته السياسية والايدولوجية.
والأمثلة في تاريخ تركيا السياسي كثيرة فيكفي أن ننظر إلى ما حدث في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي لندرك طبيعة ما يحدث الآن.
فتاريخيا إننا نعلم أنه لم تكن هناك أي مشاكل تذكر بين الأكراد والأتراك في المنطقة إلا بعد أن سُلِبت بعض الحقوق الثقافية للمجتمع الكردي في تركيا، ولكن عندما جاء رئيس الجمهورية لتغيير الواقع وإعادة الحقوق الثقافية إلى الإخوة الأكراد نرى أن أكبر عقبة في طريقه كان تنظيم بي كي كي الإرهابي وحزب الشعوب الديمقراطي وكثير من وسائل الإعلام. وهذا لأمر لا يخص الأكراد لوحدهم بل يخص كل الأقليات التي تعيش في تركيا.
لا أريد أن أفهم خطأ ولكن أصبحت معاداة شخص رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان هدفا لكثير من الجهات في تركيا ولهذا أدعو لأردوغان ولرئيس الوزراء بالصبر والقوة.
حيث أنه وفي ظل الأجواء الديمقراطية التي سمحت أولا بوصول رئيس الجمهورية إلى منصبه ورئيس الوزراء إلى منصبه ما زال البعض يعملون على خلق انطباع لدى المواطن التركي أن تركيا تدار بطريقة دكتاتورية وهذا ما نلمسه من الهجوم المركز على شخص أردوغان وعلى الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية.
حيث ظهر هذا بشكل أوضح عقب تفجيرات أنقرة، نعم هم يعملون على إيصال تركيا إلى الفوضى ونحن هنا وظيفتنا أن نقف أمامهم وندافع عن مصالح البلاد بكل قوة ممكنة لأننا إن لم نفعل هذا فسنكون قد سلمنا مستقبل أولادنا إلى هؤلاء.
نعم تركيا تتعرض لحرب نفسية وإن السلاسل المحاطة بتركيا على وشك أن تنكسر، بل ستنكسر مهما كان الثمن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس