أمين بازارجي - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس
إذا نظرنا إلى الحقائق والوقائع بعيدا عن عمليات تغييب الوعي التي تقيمها بقايا تقنيات وتكتيكات السوفييت البائد لوجدنا أن الواقع يشير إلى تحالف بين داعش من طرف وروسيا والأسد من الطرف الآخر، فروسيا والأسد راضون عن داعش التي تريحهم بالصفقات النفطية المربحة، لكن يبقى السؤال هنا: ألا يعد الموقف محرجا إن ظهر هذا التعاون في ظل ادعاءات روسيا بأنها تحارب داعش؟ ويرتبط الوجود والمصالح الروسية بداعش كما ترتبط به دمشق، ألم يقل الأسد قبل أيام بأنه لن يترك منصبه حتى يقضي على داعش؟ ألم يربط وجوده بوجود داعش؟
لو نظرنا إلى التاريخ الروسي لما وجدنا أفعالها اليوم خارجة عن المألوف بأي شكل من الأشكال، فهي وفي فترة الاتحاد السوفيتي كانت تدعم كل أصناف الإرهاب وتنظيماته من كل الاتجاهات وفي كل مكان. ثم يخرج وزير الدفاع الروسي ويبرر ضرباتهم الجوية التي تستهدف المساعدات التركية للشعب السوري الجريح بانها ضربات ضد أهداف لداعش! ويستمرون في ادعاءاتهم الباطلة ويحاولون تأكيدها عن طريق نشر صور مفبركة مثل الصور الفضائية التي نشروها عن التجارة النفطية بين تركيا وداعش. وكما نرى فان روسيا لم تطور منذ الاتحاد السوفيتي، فقائدها الحالي بوتين ما زال متمسكا بمدرسته القديمة.
لا تستهدف العمليات الجوية الروسية داعش وإنما تستهدف من دونهم مثل التركمان لتفتح أمام قوات الأسد. حتى ضرباتها على داعش كانت لتضليل المعارضة، وفي حال اخترقت المعارضة صفوف داعش تبدأ أمطار الجحيم الروسي تهطل فوق قوى المعارضة لتريح داعش وتضطر الأخير إلى الانسحاب. ولا تضرب الطائرات الروسية إلا التركمان والمعارضة المعتدلة أو عندما يحتاج داعش ذلك. وتسعى روسيا إلى إنشاء حالة دائمة ومتجذرة للإرهاب لينعكس الحال لمصلحتها وتتجذر في سوريا، فهي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا بكل أنواع السلاح والعتاد.
نأتي الآن إلى لعبة إسقاط الطائرة الروسية. هل كان بإمكان تركيا تجنب كل ما حصل لو لم تسقط الطائرة الروسية؟ الحقيقة أن روسيا كانت قد قررت وبدات بالفعل حملتها العسكرية، فضربت المعارضة المعتدلة والتركمان، وقامت وما تزال تقوم بأفعال تضر المصالح التركية عبر اختراقاتها الجوية والبحرية بسفنها المكدسة في البحر الأبيض المتوسط. فالخيار كان بين المشاهدة أو حماية كرامتنا، ونحن اخترنا الثاني، فلفتنا أنظار العالم وانحياز المنطقة. فلهذا اتركوكم من عادة تأنيب النفس المستمرة ولننظر إلى الأمام إلى وجود وعمليات الروس المنتشرة في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس