ندرت أرسنال - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
السعودية هي قائدة التحالف الإسلامي المكون من 34 دولة مسلمة، وأرى أن هناك فائدة كبيرة في كتابة بعض الملاحظات عن ذلك في الوقت الحالي.
فاجىء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإعلانه (البيان المشترك) شخصيا الجميع. (في الحقيقة كان الهدف من تشكيل هذا التحالف ضد اليمن).
وقد حددت في هذا الاتفاق أن الدول التي سيحارب فيها الإرهاب وهي: العراق، وسورية، وليبيا، ومصر، وأفغانستان.
ركز هذا الاتفاق من قبل القوى الدولية والإقليمية على الحل المشترك وبشكل خاص من أجل سورية والعراق وذلك بعدما شاع صيت قوة وحجم تنظيم داعش والبدء بالمهمة ضده وذلك بشكل تحالفين مفصلين.
لكن بعض الدول التي شاركت في هذا الاجتماع تتصرف وكأنها ليس لها علم بما حدث في الاجتماع، كباكستان التي وصف وزير خارجيتها الوضع بالمفاجىء، بالمقابل لا يعني ذلك أن إسلام أباد ضد هذا التحالف بل أنها تريد تمتين العلاقات مع الرياض.
يمكننا القول إن أي اتفاق عسكري مهم بالنسبة لباكستان التي تملك أقوى الترسانات العسكرية بالإضافة إلى أنها صاحبة سلاح نووي. من جهة أخرى لا تستطيع باكستان الجلوس على نفس طاولة المفاوضات مع أفغانستان.
ومن جهة ثانية، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار حساسية العلاقات بين باكستان وإيران، لأن الوضع الجغرافي الحساس لهذه المنطقة والوجود الصيني وميناء "كوادار" في إقليم بلوشستان الباكستاني داخل في هذه الحسابات.
كما أن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان حديثًا وطريق الحرير الصيني حساب آخر مهم.
أليست أمريكا قائدة كلا التحالفين؟
عرضت ماليزيا موقفها بشكل صريح، إذا أنها أعلنت عن عدم تدخلها بالعمليات العسكرية، ولكن على لسان وزير دفاعها "سوف ندعم التحالف في عملياته ضد الإرهاب".
يظهر من تشكيل هذا التحالف شكل من أنواع التهميش الشيعي الملاحظ مثل سورية وإيران والعراق، وهذا يدل على التنافس الحاصل بين السعودية وإيران، وعدم انتصار السعودية في حربها على اليمن فهذا التحالف ممكن أن يكون لتمويه هذه الأمور.
حتى أن الولايات المتحدة لم تحبذ الحرب مع اليمن.
في أثناء إعلان هذا التحالف كان وزير الخارجية الأمريكي في زيارة إلى موسكو، وتعد زيارته هذه بمثابة صلح للأزمة في سورية. هنا بالذات يجب الانتباه لأن "الصلح" يفهم من عدة زوايا:
- كيف ستصل أمريكا مع روسيا إلى نقطة الصلح بوجود الأسد هذا شيء مهم.
- لو أن كيري بهذه الزيارة أخذ قرارا بشأن الأزمة بوجود الأسد وأعطى الضوء الأخضر، ففي هذه الحالة كانت الرياض لتأخذ موقع المواجهة في هذا التحالف.
انظروا ماذا يقول وزير الدفاع الأمريكي: "بإعلان السعودية لهذا الاتفاق فإننا ننتظر على أحر من الجمر ما تنوي فعله".
وقد أشاد داود أوغلو بهذا التحالف قائلا: "اتخاذ البلدان الإسلامية موقفًا موحدًا ضد الإرهاب يعد أقوى جواب يوجه للساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام".
اللغات غير المفهومة يلزمها مترجم:
يجب علينا الجمع بين هاتين المتناقضتين: عند وصول الملك سلمان إلى الحكم، لم تعد العلاقات الخارجية للمملكة مثلما كانت مع الولايات المتحدة، كما أن تحالف الرياض شبيه بتحالف أمريكا وأهدافه الاستراتيجية.
لا يمكننا أن نلاحظ مضاعفات هذا الأمر، فها هي السعودية وبعد 25 سنة قررت فتح سفارة لها في بغداد، لكن الحقيقة التي يجب أن تظهر هي أنها أرادت أن تفتح قنصلية لها في أربيل.
لقد ظهر تأثير إيران في العراق عندما جددت تركيا بقاء وحداتها العسكرية في الموصل بهدف التدريب والتعليم، وارتفع صوت بغداد علينا، وهذا يدل على أن طهران وموسكو دفعتا بغداد لهذا.
سمعت تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي كارتر في زيارة بغداد التي تحدثنا عنها ووصلت هذه التحذيرات لأنقرة. هل نشهد في المستقبل القريب مطالبة أمريكا وإنكلترا لأنقرة بسحب قواتها؟.
دعمت تركيا هذا الإتفاق" التحالف الإسلامي" ضد جميع أنواع الإرهاب، وإذا ظهر بعض المنافسين ضد هذا التحالف فهذا يعني حتما أن الموازيين ستختلف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس