ندرت أرسنال - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
كان تصاعد حدة خطابات فلاديمير بوتين المتتابعة دليلًا على أنه لم يفهم موضوع موسكو جيدا. ولنكمل هذه الجملة بسؤال ألا وهو:
هل تريد أمريكا اعتذار تركيا من روسيا بسبب حادثة إسقاط الطائرة أم أنها لا تريد ذلك؟ والجواب: لا تريد.
إذا كانت الولايات المتحدة "لا تريد" فإن الجملة السابقة قد اكتملت.
رئيس الكرملين بالذات عندما قال: "سوف ندع تركيا تندم كثيرا" استثنى موضوعين اثنين وهما:
1- لن نعطي أمرا بالمواجهة العسكرية.
2- لن ننقض معاهدات واتفاقيات الطاقة التي بيننا. بمعنى أنه يقول إننا لن نقطع الغاز عن تركيا.
هل يفي بوتين بوعوده أم لا، هذا موضوع آخر، كل هذه التهديدات تعد بمثابة استعراض تستخدمه روسيا.
مكان انشقاق الفالق العالمي
نقلت روسيا صواريخ S-400 إلى سوريا وذلك بعد "حادثة سقوط الطائرة"، ولا شك أن في نقلها تصعيدًا قويًا. (هدف روسيا من هذا التقدم هو أن تدع طياراتها تضرب من قبل تركيا، وبذلك تكون قد حققت مبرر وجودها وفق نظرية المؤامرة، ولكن أرجو منكم أن تتجاهلوا القسم النظري قليلًا).
ألم يكفِها أنها جددت اتفاقية منظومة صواريخ S-300 المعطاة لإيران حتى أنها بدأت بتفعيلها؟ جيد! من أجل حصار من هذه الصواريخ؟ (ولا ننسى أن في مقابل اعتراض أمريكا وإسرائيل على هذه الاتفاقية توجد 20 مليار دولار يمكن أن تخسرها روسيا إذا لم تشتري منها أمريكا البترول).
بعد الآن أصبح جليًا هدف روسيا بشكل عام، والناتو والغرب وبشكل خاص أمريكا، لكن كيف ستفعل ذلك وهي راكضة وراء الاقتصاد مثل الفترة التي سبقت انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنها لا تستطيع فعل أي شيء لتركيا، إذ أن الناتو شريك لأنقرة.
أثناء نقلها صواريخ S-400 إلى سوريا، ألم ترى روسيا الطيارات الحربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية تهبط في قاعدة إنجيرليك وقبرص التركية؟
وألم يعلم رئيس الأركان العامة الثاني الأمريكي باول ج سيلفا بنقل صواريخ S-300 إلى إيران؟
أتعرفون بماذا أدلى للصحافة عند زيارته لقاعدة إنجيرليك؟ قال: "لقد تم اختبار المطعم المعمول حديثا". لا تضحكوا! لأن الروس لم يضحكوا. كانت تكلفة هذا "المطعم" 700 ألف دولار! ليس بعد ذلك رسالة أوضح.
لن يتدخل الغرب بين روسيا وتركيا باستثناء حالة هجوم روسيا على تركيا أو في حال اختراق الناتو حدود المنطقة الموعودة، لن يتدخل الغرب لأن في واشنطن أناسًا يريدون استمرار هذا التصعيد والتوتر بين روسيا وتركيا.
هل من قارئ يستطيع قراءة الأحرف اللاتينية؟
هل رأينا وصول صواريخ S-400 إلى سوريا؟ نعم رأينا ذلك، وهل عرفنا أن روسيا بدأت تنقل لإيران صواريخ S-300؟ نعم عرفنا، تفضلوا الآن بعد الصين هناك الهند التي ستشتري صواريخ S-400 من روسيا، هذا وقد حصلت القوات الجوية الهندية على 12 منظومة صواريخ S-400، وأعلن رؤساء البلدين أنهم سوف يتباحثون في قمة موسكو التي ستعقد في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.
ولا ننسى الأخبار التي تحدثت عن بيع روسيا مضادات طيران S-400 للصين في نيسان/ أبريل القادم من هذه السنة.
باكستان! نعم باكستان، يعد موقع إسلام أباد حتى الآن واحدًا من أكثر المواقع الاستراتيجية في آسيا، حتى أن فيها منطقة تواجد استراتيجي محكمة لأمريكا، وإن الغرب والناتو حلفاء تركيا سيساعدونها في حال وقوع أي خطر.
يتمتع مثلث أنقرة- الرياض- إسلام أباد بقدر كبير من الأهمية.
عندما قبلت باكستان شراء طائرات SU-35 من روسيا، والمعروفة بأنها من أفضل الطائرات الحربية في العالم، فإنها أرادت رفع قدرات سلاح الجو الخاص بها.
ما معنى أن تبيع لصاحبة السلاح النووي الهند منظومة الدفاع الجوي S-400؟ وأيضا ما معنى بيع أفضل الطائرات الحربية المتطورة لصاحبة السلاح النووي باكستان؟
ما يقلق الغرب هو أن روسيا بدأت بإعطاء السلاح بشكل مستمر لعدد من الدول، ابتداءًا بسوريا، ومرورًا بباكستان والهند والصين عن طريق إيران.
احتكار روسيا سيكسر!
لهذا السبب يقال لروسيا "يكفي"، حتى أن الناتو وقوات الغرب تتدفق قادمة إلى تركيا وأن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بدأت بالتحسن.
وأهم ماجاء بعد هذه المشاورات: إن الرياض لن تخفض أسعار البترول، وقد بدأ رئيس جمهورية كازاخستان بوضع حلول لهذه الأزمة، وصرحت أمريكا بأنها سوف تدعم مشروع نقل الغاز بالأنابيب من تركمانستان إلى أفغانستان، وباكستان والهند.
سوف يكسر احتكار روسيا للغاز من أوكرانيا إلى البحر المتوسط ومن الشرق الأوسط حتى وسط آسيا، والكرملين يغتاظ من ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس