ندرت أرسنال – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
دخلت الطائرات الإسرائيلية سوريا حتى وصلت دمشق وقتلت القيادي في حزب الله وسبعة من مرافقيه بضرباتها الجوية في الـ19 من الشهر الجاري. تم قراءة الحدث على أنه أمر يخص الشأن الإسرائيلي وحزب الله وتم إقفال الموضوع عند هذا الحد. والسؤال هنا: كيف دخلت الطائرات الإسرائيلية حتى عمق السيطرة الجوية الروسية؟ قيل في الإعلام إن الحدث حصل في إطار العمليات المنسقة بين الطرفين للقضاء على الإرهاب، لكني أقول خلاف ذلك، فالكرملين كان وما زال معارضا وبقوة لهذه الضربة!
بعد هذه الضربة بعث بوتين ممثله الخاص ألكسندر لافرنتفيف والعامل في الاستخبارات سيرجي فرشنين إلى تل أبيب، واستقبلهم هناك الرئيس المقبل للموساد يوشي كوهين، ثم جرت بعد ذلك مكالمة هاتفية بين الرئيس بوتين ونظيره نتنياهو. علقت الصحيفة الإسرائيلية وقالت إن روسيا وعدت إسرائيل بعدم تقوية إيران في المنطقة وبعدم إيصال السلاح إلى أيادي حزب الله.
يجدر الإشارة هنا إلى نقطتين: الأولى هي أن إسرائيل لن تقوم بالعملية من غير أخذ موافقة رئيس الوزراء! أما الثانية فهو أن روسيا تبني منظومة الدفاع الجوي اس 400، فهل عميت عنهم؟ أم أنهم أجبروا على ترك الأمور على ما هي عليه بعد إسقاط تركيا لطائرتهم؟ لا يمكن معرفة كيف سيكون رد روسيا على إسرائيل في المرة القادمة، ولعلها اكتفت هذه المرة بقول" لقد تغاضينا عنكم هذه المرة"!
لن تعود العلاقات الإسرائيلية الروسية الى سابق عهدها، فهل ما نراه اليوم هو عهد جديد بين الطرفين؟ لا يمكن الجزم بانتهاء كل الآمال بشأن العلاقات التركية الروسية، لكن العلاقة الروسية الإسرائيلية تلتقي في الشرق الأوسط بتعريفها للتطرف في ضوء الدور السعودي والتحالف الإسلامي الجديد. فهل تفتح هذه التطورات أبعادا جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية، فإشارات التقارب تُلتقط من كلا الطرفين. وتستخدم كل من تركيا وإسرائيل علاقتهما المتوترة في مواجهة روسيا، بينما تقف روسيا موقف المتفرج الذي لا يعبأ بالمخاطر. في المقابل جاء الدعم والتأييد الأمريكي لدفع التقارب التركي الإسرائيلي.
من سيُخدع بغاز البحر الأبيض المتوسط؟ تقدم إسرائيل فكرتها عن الغاز في الشرق الأوسط بكل رومنسية وجاذبية، فهي تدعي بأنها ستسوق الغاز لأوروبا عبر تركيا! وتضع إسرائيل كلًا من روسيا وأوكرانيا على الرف وهي تخوض هذه الحوارات. ولهذا يجب أن نسأل خبراء الطاقة من جديد: هل يوجد هنالك أي دواعٍ لاستئناف قضية الاحتياطات الغازية في البحر الأبيض المتوسط؟ وهل توجد طرق اقتصادية تعيد تأهيل القيمة والحجم السياسي في المنطقة؟
في الشأن الروسي الإسرائيلي يجب أن نعلم بعض المسلمات: 1-لا يريد الكرملين أن يبقى في وسط التوتر الإيراني الإسرائيلي 2-كذلك هو الحال مع التوتر الإسرائيلي السوري 3- وتريد روسيا أن تلعب أوراقها في الشرق الأوسط بهذه الطريقة 4- ولا تأمن موسكو من طهران بعد التأثيرات التي تعرضت لها من الغرب وعلاقتها مع واشنطن بالذات بعد شباط/ فبراير الماضي 5- وترى روسيا نفسها في مثلث أنقرة-الرياض-الدوحة "التحالف الإسلامي الجديد" في حال فسدت علاقتها مع تل أبيب.
في آخر المستجدات بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ممثله الخاص دوري غولد إلى تركيا، وشارك الأخير بالاجتماعات المكثفة بين تركيا وإسرائيل، وقال معلقا على ما يحصل "لم تترك التطورات الجديدة في المنطقة لنا أي خيار غير التقارب مع تركيا". في الرد على هذه الكلمات القوية قال متحدث الرئاسة الجمهورية إبراهيم كالن إن تسوية العلاقات مع إسرائيل تأتي بثمن التعويضات ورفع الحصار عن غزة.
وبين هذا وذاك نرى أطرافا أخرى تخرج عن إطار "إصلاح العلاقات لأن المصالح تدفع إلى ذلك"، فنرى فتح الله غولن وهو يحرك شركة المحاماة الأجنبية في مركزه بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل الضغط على اللوبي الصهيوني في واشنطن!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس