ترك برس
اختارت شركة إنتاج قطرية تصوير أحداث المسلسل التاريخي "الإمام أحمد بن حنبل" في الولايات التركية، انطلاقًا من ولاية "ماردين" المتربعة على سفوح الجبال جنوب شرقي تركيا وحتى ولاية "إسطنبول".
وذكرت وكالة الأناضول أن العمل يتناول الفترة الزمنية والتاريخية للإمام، ما بين ولادته عام 164ه، ورحلات طلبه للعلم، ومحنته الكبرى، حتى مرضه ووفاته في 241ه.
المسلسل الذي يتناول سيرة رابع أئمة أهل السنة والجماعة، والمقرر عرضه في رمضان 2016، يشارك فيه نخبة من الممثلين السوريين والعرب، وتنتجه شركة "البراق" القطرية، بالتعاون مع شركة "D&B" التركية، ويموله تلفزيون قطر ( رسمي).
العمل الفني هذا، كُتب، بحسب منتجه الكويتي، محمد العنيزي، 4 مرات، حيث خضع للمراجعة من قبل لجنة شرعية وتاريخية متخصصة لتكون الروايات "صحيحة".
يقول العنيزي للأناضول، إن الجانب الدرامي في المسلسل "ليس فيه عرضاً للتاريخ بشكل ممل، بل مشوق"، مضيفاً أن الفكرة العامة هي "إسقاط العمل على واقعنا اليوم، فنحن نريد تبيان الاندماج، لذا أظهرنا الخط الأساسي بعلاقة الائمة".
مستطرداً: "التعايش رغم الخلاف، أمر طبيعي، وقضية بغداد العاصمة العراقية المزدهرة، نموذج لتعايش الطوائف والمذاهب تحت مظلة الإسلام الحقيقي المعتدل، وهذا هدف نريد أن نبينه، ونحن ننطلق من ثقافة واحدة أساسها الإسلام".
وحول اختيار شخصية الإمام للعمل عليها، أكد منتج المسلسل أن "لها أثراً كبيراً في العالم الإسلامي"، موضحاً أن سبب الاختيار يعود لعدة عناصر، منها، سيرته الذاتية مع المعاناة التي مرّ بها، وخاصة السنوات الـ5 التي قضاها تحت التعذيب، والـ12 التي أمضاها تحت الإقامة الجبرية".
وفي هذا الصدد، تابع: "هو آخر أئمة المذاهب الأربعة، ووجدنا في العمل فرصة لعرض سيرة الثلاثة السابقين (أبو حنيفة، الإمام مالك، والشافعي)، فنبين أن الشافعي هو مالك، وأن أحمد هو الشافعي، كما ركزنا على أبرز تلاميذ الإمام أبو حنيفة في المدرسة الفقهية".
كما أن تسليط الضوء على هذه الشخصية التي ترعرعت في بغداد، إبان العصر العباس، هو أيضاً "لإزالة الإشكالات التي قد يكون البعض يعتقدها، كالتشدد في المدرسة الفقهية، والتأكيد على أن خلاف الأئمة الأربعة هو خلاف رحمة وتكامل".
أما الجانب السياسي في العمل، فهناك فترة هارون الرشيد وصراعه مع البرامكة، وموقف الأمة من رفض نقفور (امبراطور الروم) دفع الجزية، ورسالة الرشيد له.
وحول هذا الجانب، يقول العنيزي: "نحن بحاجة اليوم، إلى هذه القوة، بالإضافة إلى صراع ما بعد فترة الازدهار بين الأمين والمأمون، والمعتصم والمتوكل (أبناء هارون الرشيد)، حتى نهاية الإمام ابن حنبل، والتأكيد على انتصار الفكرة على السيف، بخروج الملايين في بغداد في جنازة الأخير".
أما لماذا كانت تركيا، هي العنوان، لتصوير أحداث المسلسل، أكد المنتج أنه "لم يكن اختياراً عشوائياً"، قائلاً إن هذا العمل "هو الخطوة الأولى للدخول للسوق التركي، لعرض مجموعة من السير، ومن عظماء الدولة التركية في الخلافة، ونبين أننا جزء واحد كعالم إسلامي، وهناك قدوات من الأتراك يفتخر بهم العالم العربي وهم كثر".
ومضى بقوله: "السوق التركي يحتوي على صناعة متميزة، وبيئة ممتازة للاستثمار الفني والتنوع، فهذا البلد فيه الصحراء، والبحر، والجبل، والنهر، وتتلاءم مع الطبيعة التي عاش فيها الإمام بن حنبل، وهي بغداد وضواحيها، والسهول، والنخيل، والطراز المعماري، وكل ذلك وجدناه في مدينة ماردين التي تمتاز بالآثار الجميلة القريبة من البناء العباس والأموي".
وأردف: "لدينا فنيين أتراك في العمل للاستفادة من خبراتهم، ونرتب لدخول النجوم الأتراك للمسلسل".
بينما وقع الاختيار الآخر على اسطنبول، لوجود القصور التاريخية فيها، والتي ستستخدم في المعارك التي سيتخللها المسلسل، حيث هناك معركتان، الأولى بين هارون الرشيد ونقفور ملك الروم، والثانية عمورية وصرخة المرأة "وامعتصماه".
وعن تكلفة العمل الذي ستتم دبلجته لخمس لغات بينها التركية، تحفظ العنيزي على ذلك، لكنه استكفى بالقول إنها "عالية".
ووفق المنتج، فإن مخرج المعارك بالمسلسل، هو إسباني عمل في عدة أعمال منها "طروادة"، ومدير الإضاءة والتصوير، فرنسي، ومعه فريق تصوير بريطاني، أما الإضاءة والموسيقى فمن تركيا، وفريق المكياج إمن إيران.
بينما مخرج المسلسل، هو عبد الباري أبو الخير، فيما الأزياء لفلسطيني، ولأول مرة هناك تعاون مع شركة أجنبية تعاملت مع شركات عالمية لعمل غرافيكس بغداد كاملاً، وبمقاييس هوليود.
ويؤدي دور البطل (أحمد بن حنبل) في المسلسل، الفنان السوري، مهيار خضور، إلى جانب أبطال سوريين آخرين منهم سامر المصري، وتيسير ادريس، وعبد الرحمن أبو القاسم، وجواد شكرجي، وفادي صبيح، وقاسم ملحو، ومجموعة أخرى كبيرة تضم أكثر من 30 نجماً عربياً، فضلا عن اسمين معروفين من تركيا (لم يحددا بعد).
من جهته، قال إرسين إيشجي أوغلو، مالك الشركة التركية، للأناضول: "رأينا أن هناك قواسم مشتركة بين الطرفين في الشراكة لتحقيقها في المستقبل بالأعمال الفنية، شراكة في الأعمال التي تخدم الشعوب الإسلامية، وهذا هو العمل الأول، وبعده ستكون هناك مشاريع أخرى لصنع مدرسة جديدة في مجال المسلسلات، والأفلام، والسينما".
وعن الأهداف من وراء المسلسل، اعتبر إيشجي أوغلو أن شركته هي "جسر بين الشرق والغرب، والجمع بين الثقافات في الأقاليم الإسلامية، وصنع مدرسة جديدة للوصول إلى الحضارة الإسلامية التي يريدون إحياءها مجدداً".
وأضاف "قدمنا للعمل كجهة تركية، تحديد الأماكن المناسبة وتأمينها، فتم اختيار ماردين ومناطق أخرى، كذلك سيكون لبعض الممثلين الأتراك دوراً في المسلسل، وبعد الإنتاج سيكون هناك تسويقاً للعمل، ولكن ليس بالمعنى التجاري، بل بنقل المعلومات، وستكون هناك ترتيبات للدعاية والإعلام، وتسليط الضوء للشخصية باللغات الأخرى، وتعزيز الروابط والقواسم المشتركة".
وتابع: "التنوع يعطي القوم قوة، ويجمع المجتمعات، ولا يسبب الاختلافات"، لافتاً إلى أنه سيكون هناك مسلسلاً آخر مشترك يركز على الدولة العثماينة وأثرها في العالم العربي"، دون أن يعطي أية تفاصيل أخرى حول ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!