بريل ديدي أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
بدأ الدعم الإسرائيلي لإقامة دولة كردستان بين تركيا والعراق بتصريحات رسمية لوزير العدل الإسرائيلي إيليت كشيد عندما قال إن إسرائيل تدعم قيام الدولة الكردية، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأنه لو خُيّر بين عداوة إيران وداعش فإنه سيختار عداوة إيران؛ لأنها تشكل الخطر الأكبر عليهم. لا يمكن فصل هذه الكلمات عن بعضها، بل هي مرتبطة كما كان ذلك واضحا في مؤتمر المؤسسة الأمنية الوطنية الإسرائيلية للأبحاث.
يظهر هذا الترابط بين التصريحين إذا وضعنا النقاط على الحروف وعلمنا أن وجود الدولة الكردية على الحدود الإيرانية التركية سيكون بمثابة اقتراب إسرائيل من عدوها اللدود إيران، كما سيلعب هذا الوجود الاستراتيجي في زيادة الرصيد الاقتصادي لإسرائيل بسبب المنافع البترولية المترتبة على ذلك، وسيكون ضعف حكومة بغداد والتدخل الروسي في المنطقة من النتائج المتوقعة للتواجد الإسرائيلي في تلك المناطق.
قد نعلم بعضًا من أسباب العداوة الكبيرة بين إسرائيل وإيران، لكن كثيرًا من تلك الأسباب تبقى طي الكتمان. فإسرائيل تريد إرسال رسائلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتقربها من الدول المتضررة من رفع الحصار الاقتصادي عن إيران الذي سيُنعش مجالات الحياة المختلفة في إيران مثلما سينمّي الجانب العسكري فيها. وتعمل إسرائيل على خلق توازن في علاقاتها مع أمريكا وروسيا في منظومة معينة لتحقيق أهدافها وانتزاع ما تريده من أمريكا.
لن تشمل المنظومة الإيرانية أمريكا وستكتفي بروسيا وما تسمح به موسكو من علاقات ضيقة مع دول الاتحاد الأوروبي الذي يرى في إيران شريكًا في الحرب على "الإسلاميين المتطرفين"، كما ترى تلك الدول في إيران مصدرًا للنفط وقوة مهيمنة في الأزمة السورية. وإذا استطاعت إيران احتواء الأزمة السورية فلن يبقى هنالك أي داعٍ لطلب ذلك من تركيا.
لم يتغير الموقف الروسي في المنطقة بعد التطورات المختلفة في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية والتركية الاوربية في الشرق الاوسط. كما وستعاني إسرائيل من ازدواجية المعايير التي ستظهر عليها عندما تدعم قيام الدولة الكردية وتحارب الدولة الفلسطينية. وتظهر هذه التناقضات مدى العزلة من طرف أوروبا وتركيا التي باتت تعيشها إسرائيل.
قد تكون الدولة الكردية التي تريد إسرائيل دعمها هي دولة بقيادة برزاني الذي يملك علاقات جيدة مع تركيا وإيران، فنحن لا نعلم بالضبط ما قصدته إسرائيل بدعمها لقيام دولة كردية؟ أما بالنسبة لزيادة قوة إيران فإنه يعني تركيا أكثر مما يعني إسرائيل، ولذلك على تركيا التحضّر والتجهيز لكل السيناريوهات المحتملة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس