أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
في الوقت الذي مات فيه قرابة 400 ألف وتجاوزت أعداد اللاجئين 10 ملايين، تستمر التوقعات بإيجاد حل للأزمة السورية ولكن دون جدوى. ومع تأجيل محادثات جنيف باستمرار، لوحظ مقتل مزيد من الأشخاص في سوريا، بالإضافة إلى التطور الحاصل في موضوع اللاجئين. وعلى الرغم من إعلان كل من روسيا وإيران أن سبب وجودهما في سوريا هو محاربة داعش فإنهما مستمرتان في استهداف المعارضين والمدنيين السوريين بشكل سافر دون اعتراض من أحد. فالدول الغربية المعروفة بإحداثها ضجة كبيرة لمجرد نزيف أنف أحد مواطنيها، تتعامل مع مقتل المئات من المدنيين الأبرياء يوميًا وقصف قافلات المساعدات الإنسانية بشكل اعتيادي. في حين يستمر الارتباك لدى الأفراد داخل بلادنا تجاه الفوضى الحاصلة في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. بالإضافة إلى تكرار معارضي بلادنا من البداية وفيما بعد بلا كلل أو ملل كذبتهم بأن بلادنا هي السبب فيما وصلت إليه الأزمة السورية، على الرغم من معايشتهم لكافة الصعوبات التي واجهتها البلد. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إنهم يتفهمون أيضًا أسباب عدم ارتعاش أصابع العالم الغربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ما يجري في سوريا ومشاركة روسيا وإيران للنظام السوري في مجازره. ولكننا لا نعلم هل يدركون أم لا الموقف الذي اتخذوه من خلال جلوسهم في أبراجهم العاجية ودون اكتراث على الإطلاق بالحقائق الفعلية، مع الأخذ بالاعتبار الوضع الذي هم فيه بشكل جدي. ولكن من الضروري التأكيد على أنه لن يكون هناك أي فارق في هذه الأوضاع بالنسبة إلى من يجلس في علية المنزل مرتاحًا في الوقت الذي تحترق فيه الطوابق الأرضية. وعلى الرغم من اعتبار المعارضة أن تصرف النظام السوري وروسيا وإيران وعدة دول أخرى أعلنت عن أنها جزء من المسألة هو تصرف منافق؛ فإنها تحاول إيقاف نزيف الدماء في المناطق المحيطة ببلدنا عن طريق إطلاق عدة دعوات والرغبة في ذلك من دون تفكير بالأمر، واستمرار هذا الوضع الكارثي. وبجميع الأحوال فإن احتمال وصول النيران التي بدأت في الطوابق الأرضية إلى العلية موجود دائماً. وإن لم تصل فإنكم لن تستطيعوا الجلوس براحة في تلك العلية على الإطلاق.
ماذا وكيف حصل؟
إن الاستمرار في العودة إلى الأيام التي بدأت فيها الاضطرابات في سوريا، وإبداء تعليقات عما كان يجدر القيام به أنذاك لا جدوى منها. ولكن الاطلاع أو مراجعة ما حصل وكيف جرى ذلك وكيف سيستمر يمكن أن يكون أمراً جديراً بالاهتمام. فقد أدى وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في أواخر عام 2002 والعلاقات الوثيقة التي أقامها مع سوريا أنذاك إلى خلق الإلهام لدى هذا البلد من أجل التحول إلى الديمقراطية. ومن المعروف أيضاً أن رئيس جمهوريتنا الحالي الذي كان رئيساً للوزراء أنذاك ورئيس وزرائنا الحالي الذي كان وزيرًا للخارجية في ذلك الحين قد تلقوا كلاماً حاسماً من قبل الأسد شخصياً. السؤال في هذه الحالة هو: من هو أو من هم الذين عرقلوا وصول سوريا مباشرة إلى خطة مقبولة وتسببوا في بؤس ملايين الناس؟ ومن هو أو من هم الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل عرقلة جهود إيجاد حل معقول ومنطقي للأزمة في سوريا؟ عند التفكير بعمق بهذا الموضوع، يمكن التعرف على المسؤولين الحقيقيين عن الأزمة السورية وبالتأكيد إمكانية فهم إلى أين يريد هؤلاء الوصول بشكل أساسي. وبناءً على ذلك فإن التفكير ملياً بالأشخاص المستفيدين من الأحداث الجارية سيكون أفضل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس