ندرت أرسنال – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
قبل يومين قال رئيس الجمهورية الطيب أردوغان: "يجب أن نفضح إرهاب حزب الاتحاد الديمقراطي، فهو لا يختلف عن حزب العمال الكردستاني، كما ويجب أن نتحرك بسرعة وبحكمة من أجل تنفيذ هذا الأمر، وهنا أسأل: كيف سنؤمن لأمريكا التي أرسلت لنا مساعد رئيسها ليطمئننا وفي نفس الوقت ترسل ممثل أوباما إلى كوباني؟ هل أنا من فهم الأمر بشكل خاطئ أم أن المليشيات الموجودة في كوباني ليست بإرهابية؟". في اليوم التالي جاءنا الرد الأمريكي الذي قال "إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس حزبا إرهابيا. نحن نفهم الضغوطات التركية ونعمل جاهدين على طمأنتهم فيما يقلقهم بشأن الحزب".
لم يكن التوقيت الموازي لرد وزير الخارجية جون كيري "حزب الاتحاد الديمقراطي ليس إرهابيا" وزيارة ممثل أوباما بريت ماكوريك إلى كوباني ولقاؤه بمتحدث حزب العمال الكردستاني سابقا ومتحدث حزب الاتحاد الديمقراطي حاليا مجرد صدفة، بل هو أمر تم الإعداد له مسبقا. بين هذا السؤال وذاك الجواب نسأل عن مكان اعتبار الأمم المتحدة حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا! فإذا كان إرسال ممثل أوباما هو مأخذنا الأول عليهم، فإن استمرار أمريكا بدعم حزب العمال الكردستاني وإرسال مستشاريها من أجل توحيد ميليشيات حوض الفرات هو مأخذنا الثاني.
تتكلم أمريكا بكلمات الود والوصال عندما تريد من تركيا مصالح ضمن تحركاتها الاستراتيجية، لكنها في الحقية لا تأبه بمصالح تركيا والمخاطر التي تواجهها من الردود الروسية وحتى مخاطر المد الإيراني وإرهاب داعش وحزب العمال الكردستاني، بل تستخدم كل ما في جعبتها من مناورات وكلام مزين ومبطن من أجل كسب الوقت من خلال المواقف الحيادية والضبابية.
في المقابل تستطيع أنقرة اتخاذ بعض الإجراءات التي ستفاجئ الأمريكان، وأول هذه الإجراءات هو تحجيم الاستفادة الأمريكية من القاعدة الجوية إنجرليك والتي كان من شروط استخدامها هو تبني المُستخدمين لوجهة النظر التركية فيما يخص حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري، وكرد طبيعي على "لا" الأمريكية تستطيع تركيا تحجيم أو حتى إيقاف استخدامها.
طبعا هذا لا يكفي، ولذلك تفكر تركيا بمهاجمة حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري بعمليات عسكرية موسعة، وفي هذا الصدد قامت انقرة بعقد اجتماعات ومباحثات موسعة كان آخرها ما جرى في زيارة مساعد الرئيس الأمريكي بايدن. ولأن السياسات الأمريكية هذه الأيام تدور حول فكرة حرب الوكالة وتجنب التدخل المباشر إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية، فإن على أنقرة تبني السياسيات المناسبة حتى تستطيع الدفاع عن نفسها والمنطقة في ظل التهديدات الروسية لها، ونقرأ هنا مثالين على تلك الاستراتيجيات التي تخلق توترا:
الأول: هو التوافق الأمريكي التركي على كون الأجواء التركية هي أجواء ممنوعة على الطيران الروسي باعتبارها أجواء خاصة بحلف الناتو، حيث تُعد هذه النقطة أكثر ما اتفق علية الطرفان؛ لأن مصالح أمريكا والناتو توافقت مع المصالح التركية في هذا الصدد.
الثاني: استخدام النفوذ والتأثير التركي على الدول التركمانية، ففي زيارة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لكازاخستان قبل أسبوع أشار إلى أهمية العاصمة أستانة في حفظ التوازن بين أنقرة وموسكو، فبعد لقاء رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزاربيوف برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والذي استمر لساعتين ونصف اتصل الأول ببوتين وقال له إن التوتر الحاصل بين تركيا وروسيا سينعكس بشكل مباشر على علاقة الدول التركمانية بموسكو، ورد بوتين عليه قائلًا إن سبب التوتر هو أنقرة ولذلك وجب عليها أن تبدأ بالصلح…
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس