ترك برس

استعرض الكاتب والمحلل السياسي التركي "إسماعيل ياشا"، تحليلا حول نصيحة وجّهها "كرم كلتشدار أوغلو"، نجل رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض "كمال كلتشدار أوغلو"، إلى حزب والده.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة "العرب القطرية"، حيث نقل عن "كرم" الذي يدرس الدكتوراه بكوريا الجنوبية، قوله لموقع "الجزيرة تورك"، إن نجاح حزب العدالة والتنمية يعود إلى تأسيس علاقات وثيقة مع الشعب عن طريق التواصل مع المخاتير.

وأشار الكاتب التركي أن كلتشدار أوغلو الابن يرى أن نزول أنصار حزب الشعب الجمهوري إلى الشوارع لن يكون لصالحه، لأن الشعب التركي المحافظ الذي صوَّت حوالي نصفه لصالح حزب العدالة والتنمية سوف يعتبر هذا الخروج خطرا يهدد وجوده، وينصح حزب الشعب الجمهوري بالذهاب إلى بيوت المواطنين للاستماع إلى مشاكلهم ومطالبهم وعدم الاكتفاء بتنظيم بعض الفعاليات قبيل الانتخابات.

وأوضح ياشا أن "فكرة زيارة الناخبين في بيوتهم بشكل مستمر لجس نبضهم والاستماع إليهم طبَّقها حزب الرفاه برئاسة الراحل نجم الدين أربكان في تسعينيات القرن الماضي، وبفضل هذه الفكرة احتل المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 24 ديسمبر من عام 1995".

وأضاف: نصيحة نجل رئيس حزب الشعب الجمهوري لوالده في محلها، ولكن الذهاب إلى بيوت المواطنين وحده لا يأتي بنجاح في السياسة،فالأحزاب المحافظة لا تجد صعوبة في تطبيق فكرة زيارة الناخبين في بيوتهم، لأن القواسم المشتركة بينها وبين عموم الشعب المسلم المحافظ كثيرة، بخلاف الأحزاب اليسارية والعلمانية المتطرفة التي لا تتفق آراؤها وسياساتها مع ثقافة الأغلبية وعاداتها وتقاليدها. إن لم يكن لدى السياسي استعداد لتلبية مطالب المواطنين وتقديم الحلول لمشاكلهم فلن يصوِّت له المواطنون لمجرد مثل هذه الزيارات.

الخطأ القاتل الذي تقع فيه الأحزاب المعارضة المدمنة للفشل هو الاستخفاف بمستوى وعي الشعب، واتهام الناخبين ببيع أصواتهم في مقابل قليل من المساعدات. ويقع نجل رئيس حزب الشعب الجمهوري في ذات الخطأ ويشير إلى دور الفقر والبطالة والأزمة الاقتصادية في اندفاع الناخبين نحو حزب العدالة والتنمية، ويظن أن أكبر مشكلة حاليا في تركيا بعد مشكلة الإرهاب هي الأزمة الاقتصادية.

وشدّد ياشا على أن تركيا لا تعاني من أزمة اقتصادية، بل يخشى المواطنون على الاستقرار الاقتصادي السائد فيصوتون لصالح حزب العدالة والتنمية من أجل الحفاظ على هذا الاستقرار. ولكن حتى لو سلَّمنا جدلا أن هناك أزمة اقتصادية في تركيا فإن اختيار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات من قبل الناخبين يدل على أن الناخبين يرونه أقدر على حل تلك الأزمة.

ولفت إلى أنه لا يكفي لقادة حزب الشعب الجمهوري أن يزوروا الناخبين في بيوتهم، بل لا بد من أن يقنعوهم بأنهم قادرون على تحقيق نجاح اقتصادي أفضل مما حققه حزب العدالة والتنمية.

وختم مقاله بالقول إن "كلتشدار أوغلو الأب، خلافا لنصيحة نجله، يقوم في الآونة الأخيرة بتصعيد لهجته لدرجة تتجاوز جميع الخطوط الحمراء للسياسة النزيهة، ويدعو إلى الصدام في الشوارع لمنع الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي. ولعله يصغي إلى نصيحة نجله ويعود إلى رشده".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!