باتوهان يشار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
مع أول لحظات الانقلاب الأسود بدأت حقائق القلوب تظهر وتبان على رؤوس الخلائق في الداخل والخارج، بعضها كان مُستغرَبا عند قسم من الناس والبعض الآخر كان غير ذلك، من الساعات الأولى وتركيا تكتب وتسجل كل تلك المواقف وما تزال، دونت تركيا كل التغريدات والأخبار والتحليلات والتصريحات الداعمة، ثم أخذت تكيل الموازين وتفصل المواقف بين داعم ورافض، والغريب هنا هو موقف دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا، فلماذا هذا الموقف وكل هذا الصدام يا أيتها الإمارات؟
تتبنى تركيا ومنذ سنوات سياسية إصلاح العلاقات مع كل الأطراف، وبناء عليه صادقت الكل، وآخر تلك المواقف في إطار هذه السياسية هو التطبيع مع إسرائيل....
بعيدا عن ذلك نرى صدامًا محتدمًا بين أنقرة والقاهرة، فلماذا كل هذا الاحتقان؟ السبب هو محاولة أطراف خارجية كثيرة صنع واقع مصري في تركيا!
في سياق هذه الأحداث خرج رأس الأفعى غولن على فضائية مصرية، فمن صاحب هذه القناة؟ صاحبها هو الفلسطيني محمد دحلان القريب من الإمارات وإسرائيل...
وقفت صحيفة الغارديان في صف المؤيدين للانقلاب، وفي إحدى صفحاتها لتغطية الأحداث اتهمت محمود دحلان بأنه وراء هذا الانقلاب!
تؤثر مصر شيئا فشيئا على الإدارة السياسية في دبي، فهي تستخدم حساسية وعداء الإمارات للإخوان المسلمين في دفع الأخير لدعم الانقلاب هنا، فقد اتهمت الكثير من التقارير والأخبار الإمارات ودبي بأنهما هم من مولوا الانقلاب، لكن لو بحثنا في الأخبار والتصريحات لوجدنا الكثير منها ينفي هذه التهم ويذكّر المستمعين والمتابعين بالشراكة التركية مع الإمارات في الملف الليبي وملفات أخرى...
في واشنطن قامت مؤسسة حماية الديمقراطية بالترويج لدعاية "دعم تركيا لتنظيم داعش" وذكرت صحيفة زمان الغولانية كمصدر لخبرها! نفس الصحيفة تستخدم نائب الحزب الجمهوري إيكان أرديمير ككاتب يقول ويخط ما يحب ويرضى، حتى أنها ذكرت وقالت في إحدى المرات إن الحزب الجمهوري يبحث عن رئيس جديد في عام 2016!
رغم التطبيع بين تركيا وإسرائيل إلا أن ذلك لا يعني التوقف والتناغم التام بينهما، فمنذ أول لحظة للانقلاب رأينا كيف قام اللوبي الصهيوني في أمريكا بدعم الانقلابيين ووصفهم بالثوار!
ستضيء سماء تركيا من جديد بعد تلك الليلة كالحة الظلام، الليلة التي تضرجت بدماء الطاهرين من أفعال الانقلابيين الحشاشين، وفي ذلك يقول عميل السي آي إيه جورج فريدمان "لقد أصبحت أمريكا دولة عظمى بعد مخاضها الطويل من الحروب الأهلية، وكذلك كان الحال في اليابان التي انطلت لتصبح إمبراطورية بعد أن غرت بدماء حروب الساموراي الدامية، وقد تكون ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو كذلك بالنسبة لتركيا والأتراك".
وهنا اسأل "ألم تنجح تركيا في تخطي كل عقباتها منذ بداية نهضتها عام 2002؟" وبهذا استبشر واتنمى كل الأشياء الجميلة في المستقبل القريب والبعيد لهذا البلد الحبيب...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس