ترك برس
كشفت صحيفة "الشرق" القطرية، عن زيارة سريّة أجراها المدير العام لقناة "العربية" السعودية "تركي الدخيل"، الخميس الموافق 25 أغسطس/ آب الماضي إلى أنقرة أملا في مقابلة القيادة التركية، إلا أنه عاد أدراجه إلى دبي خالي الوفاض.
ونقلت الشرق عن مصادر تركية في أنقرة، أن "الدخيل الذي التقى مسؤولا تركيا كان يأمل أن يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو برئيس الحكومة بن علي يلدريم، إلا أن ذلك لم يحدث بل أنه طلب إجراء مقابلات مع أردوغان ويلدريم ولم يتلق وعدا بذلك.
وقالت المصادر، بحسب الشرق، إن الرسالة وصلت الدخيل "سوف نراقب أداءكم خلال الفترة المقبلة لنرى مواقف القناة تجاه تركيا في مختلف الملفات"، مشيرة أن تركيا اشترطت "حسن سيرة وسلوك" على العربية قبل أن يظهر على شاشتها الرئيس أردوغان أو رئيس وزرائه بن علي يلدريم.
وأشارت الشرق إلى أن قناة "العربية" تبحث عن الكيفية التي تستطيع من خلالها القيام باستدارة كاملة نحو تركيا، بعد أن أيقنت أن مواقفها "المعادية" لنهج الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته قد باءت بالفشل، خاصة بعد موقفها المرحب في بداية الأمر بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها تركيا في 15 يوليو/ تموز الماضي، وانحيازها للانقلابيين والتحوّل إلى منصة لبث بياناتهم، ثم إجراءها مقابلة مع زعيم التنظيم الموازي غولن الذي يقف خلف المحاولة الانقلابية.
وعلى الرغم من أن القناة قامت بحذف المقابلة من على موقعها، إلا أن ذلك لم يشفع لها عند القيادة التركية، وعاد الدخيل أدراجه مباشرة إلى المطار ليعود بالطائرة التي أقلته إلى دبي مقر "العربية" خالي الوفاض.
وكانت المقابلة التي أجرتها العربية مع فتح الله غولن المتّهم الأوّل بتدبير الانقلاب في تركيا، تسببت ببلبلة كبيرة دفعت الجانب التركي إلى أن يطلب من الجانب السعودي إزالة المقابلة فورًا بالرغم من محاولة القائمين على القناة تصحيح الوضع لاحقا ورأب الصدع من خلال خطوات لم يعلن عنها تتضمن اقتراحا باستضافة شخصية بارزة كبديل، بحسب الباحث والمحلل السياسي "علي حسين باكير".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة غولن، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة غولن قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال محاولتهم الأخيرة، ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!