ترك برس
رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن منظمة "بي كي كي" الإرهابية خسرت المعركة داخل تركيا، وها هي بدأت تخسرها خارجها، وتخاف على مستقبل مكوناتها في شمال سوريا، بعد إطلاق الجيش التركي عملية "درع الفرات" من أجل مساندة فصائل الجيش السوري الحر وتطهير حدود تركيا من المنظمات الإرهابية.
جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة العرب القطرية، حيث أشار إلى أن خوف المنظمة الإرهابية على مستقبل مكوناتها في سوريا، هو الذي دفع ميليشيات وحدات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى رفع أعلام أميركية على مبانيها في مدينة تل أبيض المتاخمة للحدود التركية.
وأوضح ياشا أن الحكومة التركية منحت فرصة كافية ووقتا طويلا للمفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، لإنهاء الصراع الدموي في إطار عملية السلام الداخلي، إلا أن تغير التوازنات في المنطقة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي شجَّع المنظمة الإرهابية على قلب الطاولة، أملا في أن تحقق حلمها في شمال سوريا.
حزب العمال الكردستاني أعلن إنهاء وقف إطلاق النار، بحسب ياشا، وعاد إلى شن هجمات إرهابية تستهدف المدنيين ورجال الأمن في تركيا، بتحريض من قوى دولية وإقليمية، إلا أن الرياح لم تهب كما تشتهي المنظمة الإرهابية، وخسرت المعركة أمام قوات الأمن في الأراضي التركية، لعدم انحياز سكان المناطق ذات الأغلبية الكردية لسياسات حفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية وتدمير الشوارع والأحياء وتحويل بيوت المدنيين الآمنين إلى ساحات القتال.
وشدّد الكاتب التركي أن المنظمة الإرهابية خسرت منذ إنهاء وقف إطلاق النار عددا كبيرا من عناصرها وتلقت ضربات موجعة، كما فقد ذراعها السياسي، حزب الشعوب الديمقراطي، شيئا كثيرا من شعبيته وتعاطف سكان تلك المناطق، مبينًا أنه في ظل هذه الخسائر، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا استمر حزب العمال الكردستاني في القتال داخل الأراضي التركية رغم خسائر فادحة تكبدها؟".
وأضاف: "هناك أكثر من سبب دفع حزب العمال الكردستاني إلى مواصلة القتال ضد قوات الأمن التركية وشن هجمات إرهابية داخل تركيا. ومن أهم تلك الأسباب كون المنظمة الإرهابية تنفذ أجندة القوى الدولية والإقليمية التي تدعمها وتزوِّدها بالمال والسلاح. وبعبارة أخرى: إن قرار وقف استهداف تركيا ليس بيد حزب العمال الكردستاني".
أمّا السبب الثاني الذي جعل حزب العمال الكردستاني يخوض هذه المعركة بكل ثقله لإشغال أنقرة واستنزاف طاقة تركيا في الداخل، فهو برأي الكاتب التركي "رغبته في الحفاظ على المكتسبات التي حصل عليها في شمال سوريا".
ولفت ياشا إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري للمنظمة الإرهابية، كاد ينجح في جمع التكوينات الثلاثة استعدادا لإعلان الانفصال عن سوريا وإقامة دولة كردية يحكمها حزب العمال الكردستاني، لولا التدخل التركي العسكري الذي قضى على هذا الحلم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!