محمد أجيت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
لقد صدق رئيس الوزراء بن علي عندما قال إن التنظيمات الإرهابية تعمل بنظام الورديات، أي هم يتناوبون باستمرار على إراقة الدماء، فبعد ما باء تنظيم غولن بالفشل في أحداث 15 تموز/ يوليو أخذ تنظيم بي كي كي زمام المبادرة ومن بعده أكمل داعش مساء البارحة.
هذه التنظيمات تتنافس بوحشية و دون رحمة على هذا النمط من الورديات، فكلنا يعرف ما فعله تنظيم غولن في أحداث 15 تموز، وما فعله تنظيم بي كي كي من تفجير للشاحنات المحملة بأطنان من القنابل، وكيف فجر انتحاري داعش نفسه في عرس بغازي عنتاب.
لقد صرح رئيس الجمهورية أردوغان بأن منفذ هذه العملية التي راح ضحيتها 51 شخص هو ولد عمره مابين 12-14 سنة وقال: "إما فجر نفسه أو أحد فجره"، فالتعبير الذي استخدمه الرئيس "فجر أم أحد فجره" يدل على احتمالية أن القنبلة قد تكون فجرت عن طريق جهاز تحكم عن بعد.
القصاص لجرابلس
إذا لماذا قامت داعش بهجوم من جديد؟
أفق أولوطاش مدير مركز الأبحاث السياسية الخارجية والإقتصادية والاجتماعية وواحد من أهم المختصين بالشأن السوري في تركيا.
البارحة من أجل الحديث عن مجزرة غازي عنتاب قمت باتصالين، الأول مع أحد مسؤولي الأمن والثاني مع أفق أولوطاش، وتناولت المحادثتان جرابلس، فمن أجل تحليل هجوم عنتاب علينا تعقب آخر تطورات مدينة جرابلس المقابلة لها، فقد كانت منذ عدة سنوات تحت سيطرة تنظيم داعش، وكما نعلم أنه عندما كنا نعاني من صدمة أحداث 15 تموز قام تنظيم وحدات حماية الشعب الذراع السوري لتنظيم بي كي كي في سورية وبمساعدة القوات الخاصة الأمريكية بتحرير منبج من قبضة داعش خلال فترة وجيزة، وبعدها أخذت أنظارهم تتجه لجرابلس لتحريرها من قبضة داعش أيضا، وفي هذه الأثناء أيضا تدعم تركيا قوات المعارضة السورية لتحرير جرابلس ليبدأ سباق من سيحرر جرابلس أولا.
وبالرغم من أن أنقرة خرجت من جرح جديد أي أحداث 15 تموز فقد كانت ردة فعلها سريعة، سمحت لقوات المعارضة السورية بالعبور لتركيا والتمركز في منطقة كاركامش التابعة لعينتاب لتحرير جرابلس من داعش وذلك كله بمساعدة الإستخبارات التركية، وكانت مدافع القوات المسلحة التركية تقصف مواقع داعش داعمة لقوات المعارضة، وأثناء هذا حول هجوم داعش العرس المقام في عنتاب إلى جنازة مؤلمة.
جرابلس: الباب الوحيد المفتوح للخارج بالنسبة لداعش
يستبسل تنظيم داعش من أجل جرابلس وذلك لأنه إذا خسر هذا الموقع المهم في سورية فسيصل إلى مرحلة من الانعزال، وبالنسبة لتنظيم بي كي كي فإن المسألة تبدو معقدة أكثر، فالتطورات الأخيرة التي حصلت بعد قصف طيران نظام الأسد للمناطق السورية المسيطر عليها من قبل وحدات حماية الشعب أرعب وتنظيم بي كي كي بشكل جدي، وما يشد الانتباه أكثر هو أن هذا القصف جاء بعد لقاء بوتين بأردوغان في سانت بطرسبرغ، لأن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يتم دون علم موسكو.
ولنسأل أنفسنا هذا السؤال: "هل بدأ الروس بالوقوف بجانب تركيا حيال مسألة تنظيم بي كي كي؟"
يحاول تنظيم بي كي كي إتمام السيطرة على القسم الشمالي السوري كله وذلك بعد سيطرته على منبج ومن ثم السيطرة على جرابلس ومن جرابلس حتى عفرين، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فتركيا مطلبها غير ذلك فهي تدعم المعارضة السورية لكي يستطيعوا السيطرة على جرابلس وإن تم هذا بالفعل فإن أحلام تنظيم بي كي كي سوف تتبخر.
لم تكن تصريحات تنظيم اتحاد المجتمعات الكردية "كي جي كي" بدعوته للحوار مع تركيا عبثا:
الأهم في الأمر أنه كيف ستكون ردة فعل أمريكا العامل المهم في تحريك المنطقة حسب مجرياتها، فلو أن أحداث 15 تموز تكللت بالنجاح لكان كل شي بسيط وسهل بالنسبة إليهم، ولكان مشروع بي كي كي في السيطرة على الشمال السوري سيكتمل بسرعة حتى أنه سيسهل السيطرة على القسم التركي المتعلق بكردستان الموعودة، لكن لم يحصل هذا، الحمد لله أنه لم يحصل، هذا بل وأثبتنا للعالم أننا لن نسمح بتمرير هكذا مشروع فاسد.
فقد دعا تنظيم بي كي كي تركيا للحوار، وتصريحات تنظيم "كي جي كي" تدل على وجود من يوجههم لقول: "فلتقم قاداتنا وتحل هذا الموضوع خلال شهر".
وعندما قالت الإدارة الأمريكية لأنقرة في شهر آذار: "سنجمعكم ونجلسكم مع بي كي كي على طاولة الحوار" فهذا يعني أن تصريحات تنظيم "كي جي كي" فلنجلس إلى طاولة الحوار" ليست بتصريحاته الشخصية بل تصريحات الإدارة الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس