ترك برس
قال سفير المملكة العربية السعودية في تركيا الدكتور "عادل بن سراج مرداد"، إن حجم التبادل التجاري بين المملكة وتركيا بلغ 22 ملياراً سنوياً من خلال الصادرات والواردات بين البلدين ما بين عامي 2014 و 2015، مشيرًا أن "هذا الرقم في التبادل التجاري ليس كبيرًا نظرًا لتوفر إمكانات كبيرة لدى المملكة وكذلك تركيا كدولة صناعية لابد أن تتم الزيادة للاستفادة من هذه الإمكانات بين البلدين".
وأوضح مرداد، في تصريح لصحيفة "الرياض"، أن الجانب الاقتصادي كان حاضراً وبشكل قوي في المباحثات خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف، الأخيرة إلى تركيا، وكان هناك اتفاق ما بين الجانبين على ضرورة اتخاذ خطوات عملية حيال زيادة التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين نظراً لأن الإمكانات لديهم عالية جداً والأرقام الحالية لا تعكس هذه الإمكانات.
وأردف الدبلوماسي السعودية قائلًا: "لكن المؤمل بأنه سيعقد في القريب العاجل خلال الشهرين القادمين أول اجتماع للمجلس التنسيقي السعودي التركي، وهذا سيعطي دفعة كبيرة للعلاقات بين البلدين واستكمال توقيع الاتفاقيات التي لا تزال تحت الإجراء"، حسبما أوردت صحيفة "الرياض" السعودية.
وقال مرداد، إن زيارة ولي العهد إلى أنقرة كانت إيجابية، وعلى المستوى الرسمي كان هناك احتفاء كبير فور وصوله وكان هناك تفاعل كبير من الحكومة التركية، كما كان هناك تناغم كبير جداً في الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة الزيارة، فقد كسر البرتوكول خلال الاستقبال من قبل دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا بن علي يلدريم، وجلسة المباحثات التي تمت بينهم، وكذلك الاجتماعات التي عقدت مع وزارة الداخلية والخارجية التركية.
وأشار أن كل هذا يعطي مؤشرات بأن المملكة وتركيا بدأت تأخذ خطوات عملية حيال تفعيل الشراكة الاستراتيجية فيما بين البلدين، ولم تصبح علاقة دولة بدولة ولكن علاقة أخوة وصداقة، علاقة شراكة يتفقان في المواقف السياسية حيال الأزمات الراهنة بالمنطقة وضرورة تحقيق الأمن والاستقرار فيها، وكل هذه مؤشرات قوية وحاضرة في الاجتماعات أثناء الزيارة.
وأكّد أن هناك أربع اتفاقيات وقعت على هامش الزيارة، اتفاقية ما بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية ونظيرتها في تركيا، واتفاقيتان بين وزارة الثقافة والإعلام السعودية والتركية، حيث وقع وزير الثقافة والإعلام "عادل الطريفي" مع الجانب التركي اتفاق تعاون بين هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية والتركية.
أما الاتفاقية الأخرى مع وزير السياحة والثقافة حول تنفيذ برنامج ثقافي بين البلدين، والاتفاقية الرابعة كانت بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ونظيرتها في تركيا وقعها عن الجانب السعودي الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية.
ولفت أن هناك تطابقاً بين المملكة وتركيا حيال القضايا التي يشهدها الشرق الأوسط، وكل هذه المباحثات والزيارات والتطورات في العلاقات بين البلدين تأتي بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للجمهورية التركية خلال الفترات السابقة، والذي يحرص على حماية الدول العربية والإسلامية في ظل الظروف الراهنة.
كما نقلت "الرياض" عن سفير تركيا لدى المملكة "يونس دميرار"، أن زيارة الأمير محمد بن نايف، إلى تركيا تعد زيارة ناجحة جداً وتمت من خلالها مناقشة عدد من المواضيع التي تهم البلدين كمواجهة الإرهاب وما يتعرض له الشرق الأوسط من مشاكل واضطرابات، وكيفية التعامل بين البلدين فيما يخص مواجهة الإرهاب وتعزيز العلاقات ودعم التعاون التجاري والاقتصادي.
وأضاف السفير التركي دميرار، أن ولي العهد السعودي التقى رئيس الجمهورية التركية الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ووزراء الداخلية الخارجية لتركيا، وتم خلال ذلك مناقشة مكافحة الإرهاب وعدد من الاتفاقيات الأمنية بين البلدين، مشدّدا أن الشعب التركي والشعب السعودي شعبان شقيقان وتربطهم علاقة أزلية.
وأشار دميرار إلى أنه خلال الزيارة تمت مناقشة التبادل التجاري فيما يخدم مصالح البلدين، إضافة إلى أن استثمارات المملكة في المجال العقاري هي الأكبر في تركيا مقارنة ببقية دول الخليج، وقال: "لقد قام صاحب السمو الملكي ولي العهد بعمل اتفاقيات ناجحة جداً مع المسؤولين الاتراك وسيتم الإفصاح عنها مستقبلاً، وهذا يدل على أن العلاقات التركية - السعودية قوية جداً ونتطلع لعمل مثل هذه الاتفاقيات الدائمة لما يهم مصلحة البلدين خاصة والعالم الإسلامي بشكل عام".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!