أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
إن التطورات التي حدثت في الأيام الأخيرة تدعو العقل إلى التفكير مليّا، فالسياسات التي يتبعانها و التصريحات التي يكررانها تستجلب إلى الأذهان السؤال التالي:
هل زعيما حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين دميرطاش و فيغن يوكسيك" داعمان لداعش؟
إنهما يدّعيان على الدوام أن تنظيمي الاتحاد الديمقراطي ووحدات الشعب يحاربان داعش، وأنّ الدولة التركية تدعم داعش ضدهم، حتى إنهم قاموا بحملات التحريض هذه في شرق وجنوب شرق تركيا، وقد استخدما الإعلام ضدنا، لتشويه صورة تركيا أمام أوروبا، فهما لا يخجلان، ومن دون كلل أو ملل مازالا يدعيان دعمنا تنظيم داعش الإرهابي بالسلاح.
فيما بعد نزلت القوات المسلحة التركية ساحة القتال، وسحقت داعش بعملية درع الفرات، وألحقت مدافع الجيش التركي المتمركزة في معسكر بعشيقة الأذى بتنظيم داعش، وأوصلت عدد قتلاه للألف، وطهّرت العديد من المناطق من تنظيم داعش، وأُعيد سكان هذه المناطق الأصلية لمكانها.
وأظهرت هذه العملية الوجه الحقيقي لمن يدّعي أن تنظيم "بي ي دي" -حزب الاتحاد الديمقراطي- يحارب داعش، فترك الحزب محاربة داعش و توجه نحو تحقيق أهدافه، وعمل على إعاقة عملية درع الفرات الموجهة ضد التنظيم، وهاجم القرى التي طهرها الجيش الحر من داعش، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من سحقه.
في هذه الحالة ووفقا لمنطق دميرطاش ويوكسيك داغ نستطيع قول مايلي:
" حزب الاتحاد الديمقراطي و داعش يتحركان معا"
نستطيع القول بأن تنظيمي بي ي دي "حزب الاتحاد الديمقراطي و داعش يحميان بعضمها.
فكما أن داعش كيان إرهابي فإن بي ي دي، وبي كي كي أيضا كيانان إرهابيان، فالهجمات التي يطبقانها، باستخدام العربات المفخخة، وغيرها من الأساليب الأخرى هي الطريقة نفسها التي يستخدمها داعش، والتي يقتل بوساطتها الأبرياء .
أنا أعتقد اعتقادا جازما بأن أمريكا والكثير من الدول الأوروبية لا يهتمون لداعش أبدا ، وقد نبهنا المالكي مرارا أن سياساته المذهبية المطبقة في العراق تؤدي إلى تقوية التيارات الراديكالية ،لكن من دون جدوى، وفي النهاية أدى ذلك إلى تكون داعش.
أنا لا أظن أنهم منزعجون من التطورات الحاصلة في المنطقة، فهم شكلوا عدوا جيدا، والآن يعملون من خلاله على تحقيق مصالهحم وإعادة تقسيم وتنظيم المنطقة من جديد، ولو أنهم حقا منزعجون من تطورات داعش لما اتبعوا هذه السياسة في الموصل، ولما ربّتوا على ظهور من جاء من الخارج في العراق.
لقد عشنا أحداثا كثيرة وغريبة، فكما تعرفون أنهم وقفوا متفرجين عندما احتل تنظيم داعش العراق وسوريا، ولم يطلقوا طلقة واحدة على داعش، وبحجة تحرير المنطقة من داعش تحركوا مع التنظيمات الإرهابية، وغيروا من ديموغرافية المنطقة.
إن النظام السوري القاتل قد خرج من مفهوم الإنسانية، فمن أجل بقاء نظام الأسد، يعملون المستحيل وبدل من أن يقاتلو داعش، أمطروا على الجيش الحر براميل متفجرة.
في الحقيقة أمريكا واحدة من أصل المشاكل، فهي تحارب داعش بالقول فقط أما بالفعل لا، ومن جهة أخرى فإن تنظيم بي ي دي بتحالفاته مع التنظيم الإرهابية يخلق مشكلة أخرى، وإن أمريكا تفكر فقط بمصالحها الإمبريالية وتحاول إعادة رسم المنطقة على هواها، وإضافة إلى ذلك لم تجلب إلى الدول التي احتلتها السعادة والراحة أبدا.
وأيضا روسيا تسعى إلى مصالحها وتقول لأمريكا: " أنا موجودة أيضا".
هذا يعني أننا في مواجهة صراع للمصالح والقوة، وبالمناسبة فإن بعض الأفراد الموجودين بيننا يعملون لحساب الآخرين ويعملون على ضربنا من العمق كأمثال:
فيغن يوكسيك داغ وصلاح دميرطاش ويجب علينا تقييمهما على أساس هذا الإطار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس