محمد عمر زيدان - خاص ترك برس
مرت الأيام وتعاقبت السنون وهاهي الثورة السورية تدخل عامها السادس وليس هناك أي بارقة أمل لحل عسكري أو لانفراج سياسي، فالثورات التي قامت على مدار العصور المنصرمة كان من أهم أسباب نجاحها هو صدق الإرادة الدولية وجديتها في رفع المعانات والظلم عن الشعوب المقهورة وهذا الصدق لابد له من تكاتف أممي وإقليمي مع هذه الثورة والأهم من ذالك وجود وعي ثوري حقيقي يؤمن بالثورة والتغير ولا يخضع للابتزاز والوصاية.
والحقيقة التي هي بطعم العلقم ولكن لا بد لنا من تذوقها هي أن الثورة السورية على مدار أعوامها الستة لم تجد من يكفلها ويدعمها بصدق ويكون دعمه لقناعة منبثقة من عقله الواعي بأن الظلم لا بد ان يرفع عن أهله والظالم لابد أن ينال عقابه أما من يتباهى بدعمه لأشقائه العرب وأخوته المسلمين في العلن وهو يخفي في صدره ما يخفى من الجبن والخوف فهذا لا يعدو أن يكون فقاعات صابون تتطاير بالهواء أضرت الثورة السورية أكثر ما أفادتها.
وجلّ الدعم الذي جاء للسوريين كان منبعه المصالح فكل داعم له أهداف يسعى لتحقيقها ومصالح يستميت بالتخطيط لها وحصد نتائجها، ولا يعقل عقلًا أن يكون الدعم بلا طموحات ومصالح، ولكن هناك طموحات مشروعة لا تتعارض مع حرية الشعوب وإرادتها وهناك طموحات غير مشروعة كالاحتلال ونهب ثروات الشعوب المقهورة.
وكما أن روسيا تدافع عن مصالحها في سورية وهي حقيقة غير متمسكة بالأسد وزبانيته ولكنها تود أن تكون متفردة في مصالحها في سورية لا يشاركها أحد ولذالك فقد مدت روسيا يدها لكل من وافق ليس على الحفاظ على مصالحها فقط وإنما مهر بمهره على صك بيع سورية في حال كان هو الحاكم المتغلب، فروسيا اليوم لم تدعم نظام الأسد فحسب وإنما دعمت ما يسمى بمعارضة الداخل (معارضة الأسد) كما دعمت حزب الاتحاد الديمقراطي وزعيمه صالح مسلم.
كما أن ضعف الخبرة السياسة والفهم بقانون التفاوض وكسب الاصدقاء كان من أبرز سمات المعارضة المحسوبة على المعارضة فنحن لم نتقن فن استجلاب الأصدقاء وبرعنا في فن استعداء العالم فالناس المحسوبة على المعارضة تجدها مقسمة إلى قسمين مع الداعمين سواء الامريكان أو الأوربيون أو الروس وحتى العرب والأتراك، فروسيا للحفاظ على مصالحها مستعدة للتحالف مع الشيطان وعندما شعرت بأن هناك دول دخلت على الخط ومنافسة لها في اقتسام المصالح فضلت دعم محالفيها بالدعم العسكري وأضحت محتلة للبلد وتحدت العالم بأسره في حين وقفت كل الدول الداعمة للمعارضة السورية مكتوفة الأيدي أمام جسارة روسيا وفضلت التنديد والاستهجان والاستنكار.
ولكن حقيقة لم نستغرب هذا الموقف من دول العالم نتيجة لأن مصالحها أقل من مصالح روسيا من طرف ومن طرف آخر كانت طموحاتها غير شرعية بمعنى أن السعودية كانت تريد إزالة الأسد فقط للتزعم العالم العربي الإسلامي وكان ذالك غير مشروع بالنسبة للغرب كما أن تركيا كانت تطمح ببناء منطقة آمنة لتخفيف الضغط عليها بموضوع اللاجئين وهذا الموضوع أيضًا اصطدم بالإرادة الدولية. فلعبة المصالح والطموحات مستمرة في سورية والقتل والتدمير مستمر فيها.
ولم نعد نعول على أحد لكفالة الثورة السورية وأصبح لدينا قناعة راسخة رسوخ الجبال أن الظلم مهما طال لا بد من ظهور الحق وأن الليل مهما طال لابد للفجر من الظهور وأن نور الشمس لا يمكن حجبه بكف اليد والكافل الوحيد للثورة السورية فهو حسبنا ونعم الوكيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس