فادي قدري أبوبكر - خاص ترك برس
في التاسع عشر من شهر شباط/ فبراير 2008 استقال فيدل كاسترو من منصبي رئاسة الدولة والقيادة العامة للقوات المسلحة الكوبية، وأعلن عن خطوته تلك ذلك في رسالة قال فيها: "سوف أخون ضميري إن أنا قبلت تحمل مسؤولية تتطلب الحركة والتفرغ والتفاني بشكل كامل، فأنا لست في حالة صحية تمكنني من بذل هذا العطاء".
أطرح لكم هذا الموضوع، متسائلاً كيف نصف "القادة" عندنا من المنظور الكاستروي؟ فالرابطة التي تجمع القائد بوطنه بالنسبة لكاسترو لا تنتهي كما تنتهي راوبط المناصب والوظائف. في المقابل ترى المسئول في بلادنا متشبث بالكرسي كتشبث الرضيع بأمه.
في أيار/ مايو عام 1980 فتح "فيديل كاسترو" ميناء "ماريل" بكوبا بنية واضحة للسماح لمن يريد من أبناء شعبه أن ينضم إلى أقربائه في الولايات المتحدة. في خلال 72 ساعة كان قد توجه إلى كوبا 3000 قارب أمريكي. كان واضحًا تقريبًا أن كاسترو أجبر مالكي القوارب ليس فقط على إعادة القارب... بل أخذ حثالة سجونه أيضًا. من بين 125000 لاجئ من الذين نزلوا بأرض فلوريدا يقدر ظنًا أن 25000 لاجئ لديهم سجلات إجرامية...
قال كاسترو في خطاب له حينها "إنهم غير راغبون في التكيف لدعم ثورتنا.. نحن لا نريدهم.. نحن لا نريدهم".
لا يصلح اليوم لبلادنا غير السياسة الكاستروية، فقد كثُرت في بلادنا الأفاعي التي لبست لبس الثورة، والذين برأيي يشكلون خطرًا كبيرًا على المشروع التحرري.
يقول الشاعر أحمد مطر "لعنت كل شاعر يغازل الشفاه والأثداء والظفائر في زمن الكلاب والمخافر"، وأقول أن خطر أولئك أشد من خطر المسؤول الفاسد... أن أولئك المجرمين يحاولون تزييف الوعي التنموي المجتمعي والعبث فيه.
ألم يأن الأوان للتخلص من هذه التركة الملوثة وطرد أولئك الجبناء من أرضنا؟
يقول أنطون سعادة: ((لا يوجد شعب في العالم ينهض كله دفعة واحدة بل تنهض الشعوب بقدوة الرجال الذين يعبدون طريق الإيمان والثقة وصدق العزيمة بإقدامهم وبذلهم كل ما يستطيعون ماديا ومعنويا...))، وعليه فإن نهضة لشعبنا لن تكون دون أن نحارب أصحاب الضمائر الفاسدة والوقوف خلف الرجال القدوة الذين يضعون الوطن نصب عينيهم ولا تربطهم المناصب والوظائف.
لماذا لا نثق في قادتنا؟... سؤال يستطيع أي أحد منا الإجابة عليه بل والاستفاضة في الإجابة، ولكن هل يستطيع قادتنا الإجابة على هذا السؤال؟... في الوقت الذي يستطيع قادتنا الإجابة على هذا السؤال بشجاعة وموضوعية وبضمير حي، حينها فقط يمكن أن يقترب منا شعاع الأمل.
في كوبا لا يوجد شارع يحمل اسم كاسترو ولا تمثال يخلد أمجاده ولكنه ظل صورة كوبا وهواءها الذي تتنفسه على مدى أكثر من ستين عاما... فلنتعلم من كاسترو، ولنمعن في قول رسول الله "من مشي مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام" و الله من وراء القصد و بالله التوفيق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس