ترك برس
رأى محمود الرنتيسي، الباحث في العلاقات الدولية مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي "سيتا"، أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترمب، أعطت إشارات للأتراك أنها تقدّر مكانتهم وتتفهم تخوفاتهم بشكل أفضل من إدارة باراك أوباما.
وقال الرنتيسي، في تصريح للجزيرة، إن التنسيق المتزايد بين تركيا والولايات المتحدة الامريكيكة على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، سيقود لعلاقة إيجابية أو مقدمة إيجابية لعلاقات جيدة.
وأشار إلى أن المباحثات ما زالت مستمرة بين البلدين في الموضوع الخلافي الأهم، وهو خروج قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج السورية، وهو الإجراء الذي تعهدت به إدارة أوباما.
وأعتبر الباحث أن تركيا تختلف أيضا مع الإصرار الأميركي على ضرورة تسريع تنفيذ عملية تحرير الرقة السورية، وفقًا للجزيرة.
وترى أنقرة أن تحرير الرقة لا بد أن يكون بمشاركة قوات عربية من سكان المدينة ومن الجيش السوري الحر، وليس من القوات الكردية التابعة للاتحاد الديمقراطي، وهي المليشيات التي تدعمها واشنطن.
بدوره، أكد الباحث في مركز البحوث الإستراتيجية بأنقرة جاهد توز، أن دعم واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي المصنف حزبا إرهابيا لدى تركيا التي تتهمه بتنفيذ العديد من العمليات داخل أراضيها، ظل أحد أهم ملفات التوتير والإشكال في علاقات البلدين.
وتطرق توز إلى ملف زعيم منظمة الكيان الموازي "فتح الله غولن" المقيم بولاية بنسلفانيا الأميركية، مشيرًا إلى أن واشنطن لم تقم بأي خطوة إيجابية لتسليمه إلى تركيا، ولم تنصت حتى للأدلة التي قدمتها أنقرة عن مسؤوليته عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي.
وقال توز إن نهايات عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما شهدت تراجعا كبيرا في العلاقات مع تركيا، لكن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت تظهر تفهما أكبر وإرادة للتعامل بإيجابية مع الملفات التركية، على حد قوله.
وكان وزير العدل التركي بكير بوزداغ قد بعث الأسبوع الماضي برسالة لنظيره الأميركي الجديد جيف سيشنز، وأجرى معه اتصالا هاتفيا طالبه فيهما بتسليم غولن، فيما قال المرشح لمنصب السفير الأميركي للاتحاد الأوروبي تيد مالوك، إن من الممكن أن تقوم إدارة ترمب بإعادة غولن إلى تركيا.
وأشار توز إلى أن من بين المؤشرات على تحسن العلاقات الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد، والمدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي آي" مايك بومبيو إلى تركيا خلال الأسابيع الماضية.
لكن الباحث التركي يؤكد أن جميع المؤشرات لم تترجم بعد إلى خطوات ملموسة من طرف الولايات المتحدة، لاستعادة دفء العلاقة مع حليفها الإستراتيجي التركي "الذي قدم بدوره برنامجا إيجابيا وعمليا خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!