لطفي أوفلاز- صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس
في ظل إقبال تركياعلى استفتاء حول الدستور الجديد والنظام الرئاسي سؤال يطرح نفسه: "من يخدم موقف أوروبا من الرئيس التركي والوزراء الأتراك؟ الجواب: إنّه يخدم الجبهة المؤيدة للاستفتاء، وأصحاب حملة "نعم".
إن موقف أوروبا يعزز من قوة الهتاف التالي: "أوروبا اسمعي صوتنا، إن الصوت القادم هو صوت مؤيدي "نعم".
وإن كانت نيّة أوروبا أن تفوز حملة لا، إلا أنّ مواقفها تخدم حملة نعم. ومن هنا على أوروبا أن تعلم أنّها عندما تلمّح بمنع الرئيس التركي من الاجتماع إلى مواطنيه في ألمانيا للحديث عن الدستور فإنّ ذلك سيخدم حملة "نعم، وعندما تمنع وزراء أتراك من الحديث إلى مواطنيهم ومغتربي بلادهم فإنها تخدم حملة نعم، عندما تبعد أوروبا وزيرة تركية خارج حدودها فهذا يعني أنّها تخدم حملة "نعم".
وعندما يكون الأمر كذلك كيف لمعارضي أردوغان ومعارضي حزب العدالة والتنمية في تركيا أن يؤيدوا موقف أوروبا تجاه ما تفعله؟
ألا يمكن رؤية موقف أوروبا على أنّه ليس عداء لأردوغان ولحزب العدالة والتنمية وإنما عداء لتركيا؟ ألا يؤثر ذلك في دفع غير الحاسمين لأمرهم للتصويت بـ نعم على الدستور الجديد والنظام الرئاسي؟ ألا يؤدي ذلك بمعارضي الدستور ومؤيدي حملة "لا" بإعادة النظر في قرارهم، والتفكير مليّا قبل التصويت؟
وبعد ما ورد ذكره كيف لمعارضي الدستور وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري أن يذهبوا بهذه السهولة إلى أوروبا للحديث عن حملة "لا"؟ ولا سيّما أنّ أوروبا ألغت حملة نعم، وسمحت بحملة لا.
وفي حال ذهب حزب الشعب الجمهوري إلى أوروبا من أجل حملة لا، ألا يعارض حينها مؤيدوه ذهاب حزبهم إلى أوروبا للقيام بحملات معارضة ضد الدستور؟ ألا يقول مؤيدو حزب الشعب الجمهوري لزعماء الحزب حينها: "كيف تذهبون إلى أوروبا وكأنّ شيئا لم يكن، وكأن أوروبا لم تفعل شيئا ضد تركيا؟
في النهاية إن موقف أوروبا يخدم الجبهة المؤيدة للحملة، ويدفع جزءا ممن ينوي التصويت بـ لا، إلى التصويت عنادا بأوروبا بـ نعم.
هناك عبارات تستخدم من قبل وسائل إعلام معارضة، مثل حرييت التي تتبع لإعلام أيدن دوغان، ومن شأن تلك العبارات أيضا أن تدفع بفئة مؤيدة لحملة لا إلى التصويت بـ نعم..... مثل ماذا؟
مثل العنوان الذي نشرته حول القرار الذي أصدره حزب العدالة والتنمية بالسماح للنساء الشرطيات بحرية ارتداء الحجاب، إذ نشرت: "إن القرار الصادر عن حزب العدالة والتنمية والقاضي بحرية ارتداء الحجاب بالنسبة إلى الشرطيات يؤدي إلى عدم ارتياح لدى هئية الأركان التركية.
إن هذا العنوان أيضا يدفع بالمواطنين المحافظين العازمين على التصويت بـ لا على الدستور وبعض المتدينيين إلى إعادة النظر في قراراتهم.
ولا بد من معرفة أن الاستفتاء الأساس المزمع إجراؤه سيكون استفتاء على الرئيس أردوغان، إذ غالبية الشعب التركي سيصوت بـ لا أو نعم على أردوغان.
وموقف أوروبا ضد الرئيس أردوغان قد ينعكس على صناديق الاقتراع في 16 نيسان / أبريل.
ألم تكن ردود الأفعال هذه هي التي قوّت أردوغان على مدى هذه السنوات؟
إن دخول أردوغان السجن بسبب شعر ألقاه أدّى إلى زيادة قوته. وكذلك قول المعارضة: "أردوغان لا يصلح أن يكون مختارا" كذلك أدّى إلى زيادة قوته، وكذلك قرار إغلاق حزب العدالة والتنمية أدى إلى تقوية الحزب وأردوغان.
والآن موقف أوروبا ضد أردوغان سيعزز من موقف أردوغان، وهذا الأمر سيعزز من قوته.
إن هذه الأمور ستعزز من قوة أردوغان، وهنا السؤال: هل من الممكن أن يكون الأوروبيون يحبون أردوغان سرّا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس