لوري ميلروي - كردستان 24 - ترجمة وتحرير ترك برس
يبدو أن موسكو فاجأت واشنطن يوم الجمعة عندما أعلنت أنها ستُمنَع طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال داعش في سوريا من التحليق في مناطق تخفيف التوتر الأربعة التي سيتم إنشاؤها في سوريا التي مزقتها الحرب. وستكون روسيا وإيران وتركيا ضامنين لمناطق إنهاء التصعيد هذه.
وقد اتفقت هذه الأطراف رسميًا على الخطة الروسية في مؤتمر السلام حول سوريا الذي عُقِدَ يومي 3 و4 أيار/ مايو الماضي في أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان السوفياتية السابقة.
في البداية كانت ردة فعل البنتاغون على إعلان روسيا أن الحظر الجوي في تلك المناطق سيبدأ سريانه في منتصف الليل مع ملاحظة أن واشنطن لم تتلق أي اتصال رسمي من موسكو. كما قال المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين - غالاوي لـ"كردستان 24": "الولايات المتحدة "لم تكن مشاركًا مباشرًا في المفاوضات [السورية]. ولذلك، لم تكن طرفًا في الاتفاق". وأضاف المتحدث أن "التحالف سيواصل استهداف تنظيم الدولة (داعش) أينما يجده لضمان عدم وجود ملاذ له".
وفي حديثه لـ"كردستان 24"، قال ديفيد ساتر مراسل صحيفة فانانشال تايمز في موسكو سابقًا، وهو حاليًا زميل بارز في معهد هدسون، بأن إعلان موسكو المفاجئ كان "مؤشرًا جيدًا للغاية على النوايا الروسية"، وهي طريقة لتهميش الولايات المتحدة في الوقت الذي تظهر فيه موسكو.
وتلك أيضًا وجهة نظر نورفل أتكين، وهو ضابط متقاعد من الجيش الأمريكي وخبير في الشرق الأوسط، حيث شكك أيضًا في فعالية الخطة الروسية. حيث اعتبرها أتاكين على أنها "دعاية". حيث لم تقبلها المعارضة السورية. ولن تلتزم بها الجماعات الأكثر راديكالية؛ وسيتفاقم "التنافس بين تركيا وايران".
والواقع أن الدكتور مارك كرامر، مدير برنامج مشروع دراسات الحرب الباردة بجامعة هارفارد، وصف الخطة الروسية بأنها "كارثة سياسية". ومن غير المحتمل أن تعمل مناطق تخفيف التصعيد، وقد أعلنت موسكو عنها بطريقة تعزز نفسها على حساب الولايات المتحدة.
ولكن من وجهة النظر الكردية، هناك قضية رئيسية أخرى، تشمل تركيا. فقد زار الرئيس رجب طيب أردوغان موسكو عشية محادثات أستانا، حيث قام بزيارة ثانية لروسيا منذ عدة أشهر. وكانت زيارة أردوغان جيدة للغاية. وفى نهاية الأمر أعلن أن العلاقات مع موسكو- التي توترت عقب إسقاط تركيا لطائرة روسية فوق سوريا في أواخر عام 2015- دخلت "مرحلة جديدة" وأنها "تجاوزت التطبيع".
كانت سوريا موضوعًا رئيسيًا للنقاش. حيث قال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "ناقشنا القضايا الإقليمية وبشكل أساسي الأزمة السورية". كما قال بوتين إنهم بحثوا إنشاء "مناطق آمنة أو مناطق تهدئة".
وبما أن البيانات كانت خالية من التفاصيل، يبدو أن مناقشة الزعيمين تمثل مجرد جهد إضافي لإنهاء إراقة الدماء في سوريا. ومع ذلك، الآن بعد أن تم شرح بعض التفاصيل عن مناطق التصعيد، فإن بعض الآثار السياسية أيضًا باتت أكثر وضوحًا. حيث تعد محافظة إدلب واحدة من مناطق تخفيف التصعيد الأربعة. وتتركز المعارضة المدعومة من تركيا هناك.
وينص الاتفاق على أن تكبح تركيا هذه المعارضة لكنه سيسمح لتركيا بحماية حلفائها.
قال كاني شولام، رئيس شبكة المعلومات الكردية الأمريكية، إن أنقرة ستستخدم تلك المعارضة "لتقويض" وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة (داعش) في شرق سوريا.
وعلاوة على ذلك، من المرجح أن تؤدي مناطق تخفيف التصعيد إلى وضع حد لتطلعات وحدات حماية الشعب المتمثلة في ممر من عفرين غربًا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، حتى وإن لم تنفذ المناطق بشكل كامل. وكانت وحدة حماية الشعب تأمل في أن تتمكن من العمل في مرحلة ما مع شركائها العرب في قوات سوريا الديمقراطية للوصول إلى البحر المتوسط. وهذا لن يكون ممكنًا.
وباعتبار تركيا ضامن لوقف إطلاق النار في إدلب، سيكون لها دور قوي هناك. ولعلها ستضع قوات برية في المحافظة، باسم إنفاذ وقف إطلاق النار. وربما سيقوي ذلك بعض الحلفاء المحليين.
ومهما يكن الأمر، فإن وضع حاجز قوي ضد وحدات حماية الشعب سيكون أولوية عليا بالنسبة لأنقرة. وبالتالي، فإنه لا عجب أن يتحدث أردوغان الآن عن علاقته المتطورة مع روسيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس