عبد الله قره كوش - صحيفة ملليت - ترجمة وتحرير ترك برس
كنت في البيت الأبيض الاثنين الماضي من أجل تغطية قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
استُقبلنا بتدابير أمنية مشددة في البيت الأبيض، أكثر من المرات التي زرته فيها بمناسبة اجتماعات مع ثلاثة من الرؤساء الأمريكيين السابقين.
في الخارج، كان الكثير من عناصر المخابرات السرية يتجولون على دراجات أو خيول أو سيارات، من أجل حفظ الأمن.
لم يكن الدخول إلى البيت الأبيض سهلًا بسبب التدابير الأمنية.
يقع بلير هاوس، مكان استضافة أردوغان، مقابل البيت الأبيض، ولدواعِ أمنية أُغلقت المنطقة بالكامل. وصلنا الباب الغربي حيث سندخل، بعد أن درنا حول المنطقة المغلقة.
أبرزنا جوازات سفرنا لعناصر الاستخبارات من أجل الدخول إلى المنطقة المغلقة. وبعد الإجراءات دخلنا البيت الأبيض.
عندما وصلنا إلى المدخل أخذ عناصر الأمن حقائبنا إلى أمكنة خاصة من أجل تفتيشها بواسطة الكلاب المدربة بحثًا عن متفجرات. ونحن بدورنا وضعنا الشارات الحمراء على ياقاتنا ومررنا بطاقاتنا من أجل العبور إلى الحديقة.
كانت فرق الاستقبال العسكرية جاهزة في حديقة البيت الأبيض. وانتظرنا وصول أردوغان أمام باب المبنى الذي ستجري فيه المباحثات.
المكتب البيضاوي حيث تجري المباحثات المغلقة، وصالة روزفلت التي يُعقد فيها المؤتمر الصحفي، مكانان صغيران وضيقان للغاية.
بعد الاستقبال على الباب، توجهنا هرولةً إلى المكتب البيضاوي، وأثناء العبور من المبنى الصغير مررنا بالصالة التي يعقد فيها متحدثو البيت الأبيض مؤتمراتهم الصحفية، وهي أيضًا صغيرة ومزدحمة.
المكتب البيضاوي صغير إلى درجة أنه لم يبق موطئ قدم فيه عند دخول الصحفيين. لم يستمر وقوف الصحفيين في المكتب أكثر من دقيقتين. لفت ترامب الأنظار بسلوكه الحميم، وأظهرت حركاته وتصرفاته حسن الاستقبال.
أمر آخر لفت انتباهي وهو دخول وخروج ترامب قبل أردوغان، ما يدل على دفء استقبال ترامب لضيفه.
بعد المحادثات المغلقة انعقد المؤتمر الصحفي في صالة روزفلت. وبينما تُرجمت كلمة أردوغان إلى الإنكليزية، لم تترجم كلمة ترامب السريعة إلى التركية.
بعد المؤتمر الصحفي انتقل المسؤولون إلى مائدة الطعام حيث تجري المباحثات على مستوى الوفود. جلس رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار على يمين أردوغان. لكن ما لفت انتباه الصحفيين فورًا هو مكان جلوس متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن. بينما جلس أعضاء الوفدين بشكل متقابل، كان كالن يجلس عند رأس الطاولة وكأنه هو صاحب الضيافة.
جلس وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو على يسار أردوغان، فيما كان رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان حاضرًا مع ملفاته.
ثقافة إكرام الضيف معدومة
عانينا الأمرين من حر الشمس ونحن ننتظر خروج الوفدين. ليس هناك مكان مخصص من أجل انتظار أو جلوس الصحفيين لكتابة أخبارهم. كما أن ثقافة إكرام الضيوف معدومة في البيت الأبيض، حتى الماء لا يُقدم للضيوف. عندما توجهنا إلى غرفة صغيرة من أجل الحصول على الماء علمنا أن علينا شراءه مقابل دولار واحد.
حتى الحصول على الماء في البيت الأبيض مشقة كبيرة.
رأينا الوجوه ضاحكة عند خروج الوفدين من الاجتماع، وعلى الأخص وزيرا الخارجية جاويش أوغلو والعدل بكر بوزداغ.
وعلمنا أن أردوغان والوفد التركي أكدا، خلال الاجتماع، بشكل واضح وصريح على حساسية تركيا بشأن تسليم فتح الله غولن ومسألة حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس