ترك برس
تشهد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترا كبيرا وتصاعدا في نبرة الخطاب بين الجانبين، استمر منذ الاستفتاء على تعديل الدستور التركي وحتى الآن. لكن خبراء أوروبيون في مجال الطاقة يرون أنه من غير المرجح أن يؤثر ذلك على علاقات الطاقة بين بروكسل وأنقرة.
وقال كونستانتينوس فيليس، مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية: "على الرغم من تصاعد حدة الخطاب بين الجانبين، وإن أنقرة وبروكسل تتباعدان، فإنهما سوف يسعيان فى نهاية المطاف إلى إيجاد طريقة عمل تقوم على المصالح المشتركة، وفي مقدمتها الطاقة".
وأضاف: "لا شيء ملموس سيتغير في السياسة التركية على المدى القصير، حيث ما يزال أردوغان أقوى شخصية ولا يمكن للمعارضة أن تتحد ضده. لكن على المدى المتوسط والطويل، ما لم يتخذ الرئيس أردوغان مبادرات للقضاء على التوترات الداخلية، فإن تركيا ستكون أكثر عرضة لزعزعة الاستقرار. ولذلك، يتعين على أنقرة أن تظل شريكا مستقرا وموثوقا لا لحلفائها فقط، ولكن أيضا لشركات الطاقة التي تعتمد عليها بوصفها حلقة وصل حاسمة لسلسلة الطاقة".
ويعتمد الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد على تركيا، التي تعد جزءا رئيسيا من ممر الغاز الجنوبي (SGC)، حيث يسعى الاتحاد إلى تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة من روسيا. بيد أن فيليس حذر من أنه إذا استمر التوتر بين بروكسل وأنقرة على المدى الطويل فإن الأوروبيين سيبدؤون فى التساؤل عما إذا كان من الحكمة الاعتماد على تركيا باعتبارها "رئة طاقة" فى الجنوب.
وفيما يتعلق بتمديد خط الأنابيب التيار التركي إلى أوروبا قال فيليس: "إن تركيا ليست العقبة الرئيسية فى الوقت الحالي، مشيرا إلى اعتراضات الاتحاد الأوروبي على المشروع لأنه لن يوفر مصدرا جديدا للغاز، ولكن تكملة المشروع ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو، وسوريا هي الاختبار الكبير بالنسبة لهما".
من جانبه رأى جوستين أوركهارت ستيوارت، مدير إدارة سيفين انفستمنت في لندن، أن موقع تركيا بالغ الأهمية لأوروبا، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وقال ستيوارت إنه يشك فى أن علاقات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستتغير، لأن تركيا تحتاج إلى رسوم العبور كما تحتاج أوروبا إلى تركيا شريكا للطاقة. وأضاف: "تحتاج تركيا إلى العمل الوثيق مع أوروبا وأن تتوقف عن الخطاب الهجومي، ويجب على أوروبا بنفس القدر أن تقبل أنها سواء أحبت أردوغان أم لا، فإنه في الواقع الرجل الذي يتعين عليها التعامل معه في المستقبل المنظور".
وحث ستيوارت كلا الجانبين على دعم بعضهما البعض، مشيرا إلى أن تركيا هي الحصن الحامي لأوروبا من تنظيم الدولة (داعش) ومن عدم الاستقرار في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!