محمود نابي- خاص ترك برس
أعرب كاتب ومنتج مسلسل أرطغرل محمد بوزداغ عن إيمانه بأن شخصية أرطغرل بن سليمان شاه ستصبح بطلا مشتركا للعرب والأتراك، حالها كحال القائد صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس.
جاء ذلك في حوار خاص مطول أجراه مع ترك برس، كنا قد نشرنا القسم الأول منه قبل أيام، ونفرد القسم الثاني منه اليوم للحديث عن آرائه وأفكاره ومشاريعه حول العالم العربي ورسالته إلى المشاهدين العرب.
وفيما يلي النص الكامل للقسم الثاني من الحوار.
1- أخذ مسلسل قيامة أرطغرل بالوصول إلى العالم العربي من خلال قناة تلفزيون قطر، وإن العالم العربي يعد من أشد المتابعين للدراما التركية خصوصا في السنوات الـ 10 الأخيرة وربما السبب في ذلك الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أو طبيعة تركيا وتقدمها وتطورها، والتي تفتقر لها العديد من الدول العربية؟ لكن بالنسبة للأعمال التاريخية يمكننا القول أن المشاهد العربي لم يحظى بفرصة متابعة مسلسلات تاريخية بشكل كبير بسبب قلة هذا النوع من الأعمال؟ وبناء عليه هل تتوقع نجاح قيامة أرطغرل في العالم العربي؟
لدي إيمان كامل أن المسلسل سيحقق نجاحا في منطقة الشرق الأوسط، بسبب كثرة نقاط الالتقاء في الصراعات التي تخوضها تركيا والدول العربية، حيث أن الحملات الصليبية مرّت من الأناضول لتصل إلى القدس، كما أن القوميتين التركية والعربية خاضت كفاحا كبيرا ضد الغزو المغولي، والأهم من كل ما ذكر، إن الرغبة في خدمة الإسلام وحدت أقدار كل من منطقة الأناضول، والحجاز، والدوحة، وإسطنبول، وهناك الكثير من القادة العرب والمدراء والإعلاميين الذين يؤمنون بهذه الوحدة من الأقدار، ممن اتصل بي وأعرب عن دعمه الكامل للمسلسل، وكما يحتل القائد صلاح الدين الأيوبي مكانة كبيرة في العالمين التركي والعربي، فإن أرطغرل أيضا سيصبح من خلال هذا العمل بطلا مشتركا بالنسبة للعرب والأتراك.
2- هل تتابع المسلسلات العربية؟ وهل لديك معرفة بالفنانين العرب؟
لقد تابعت بإعجاب شديد مسلسل "عمر" الذي أنتجه شركتين سعودية وقطرية وأخرجه المخرج السوري حاتم علي، وكان أداء الممثل سامر إسماعيل بدور "عمر" رائعا، حيث تكامل مع الشخصية وطرح أفكاره ومشاعره بشكل جيد للغاية، إضافة إلى فيلم آخر بعنوان "باب عزيز" من كتابة وإخراج الفنان التونسي ناصر الخمير، ترك لدي أثرا عميقا، حيث كان بمثابة قصة جميلة متكاملة من حيث القصة وزوايا الكاميرا والموسيقى.
3- في حال تلقيت عرضا للمشاركة في عمل عربي أو تركي عربي مشترك؟ بماذا كنت ستجيب على ذلك؟
إن إيماننا وتاريخنا وحضارتنا غنية بالرسائل التي أود إيصالها، ولهذ السبب، في حال عُرض العمل في هكذا عمل بالمستقبل سأكون مسرورا للغاية، لدي رغبة كبيرة في طرح مشاريع حول عصر السعادة، وهي صامدة في إحدى زوايا عقلي حاليا، كما أنني أود القيام بأفلام في هذا السياق حول كل من الإمام أبو منصور الماتريدي، والإمام أبو حنيفة، ومن الممكن أن نتعاون لإنجاز مثل هكذا أفلام.
4- برأيك كيف أثر قيامة أرطغرل في المجتمع التركي وخصوصا شريحة الشباب؟
من الخطأ القول أن قيامة أرطغرل أثّر فقط في المجتمع التركي، وكما ذكرت سابقا، إن التغييرات الوحيدة التي عاشها الإنسان هي التطور التكنولوجي فقط، حيث أن الإنسان بشكل عام ما زال يحمل نفس الرغبات والآمال منذ القدم. فالمسلسل يترك أثرا وتتم متابعته بإعجاب كبير في الدول التي يُعرض فيها أيضا، فضلا عن أن منطقة الأناضول تعد نقطة التقاء الكثير من الثقافات والحضارات، ولهذا السبب يحمل المسلسل رسائل عميقة وذات مغزى لمتابعيه في منطقة جغرافية واسعة بدءا من منطقة البلقان مرورا بالشرق الأوسط ومنها إلى آسيا الوسطى وجنوب شرق القارة الآسيوية، إن شخصيات المسلسل أصبحت قدوة للكثير من الشباب وهذا الوضع يجعلني أشعر بالامتنان كثيرا.
5- ما هي رسالتك للمشاهد العربي؟
والأتراك والعرب قوميتان يجمعهما مصير واحد، وإن وحدة العقيدة والإيمان والتاريخ التي تجمعنا منذ أكثر من ألف عام جعلت من القوميتين أخوة، لكن مع الأسف إن العرب والأتراك تعرضوا لخسائر كبيرة خلال القرون الثلاثة الماضية، وبنتيجة ذلك تم إغراقنا بمعلومات تاريخية خاطئة، أملاها علينا أجانب لبسوا أقنعة بأنهم ينتمون إلينا، وسنقوم من خلال قيامة أرطغرل الوصول إلى قصتنا التاريخية الحقيقية، وسنتعرف إلي بعضنا البعض (مع العرب)عن قرب أكثر، وإن شاء الله سنساهم في شروق الشمس من أراضي هذه المنطقة مجددا من خلال تقوية علاقات الأخوة بين الأتراك والعرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!