أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
أعرب زعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" عن عدم انتهاء نشاطاته في إطار تحقيق العدالة بانتهاء مسيرته من العاصمة أنقرة إلى مدينة إسطنبول. إذ قال: "ستستمر هذه الاحتجاجات والتظاهرات بأشكال مختلفة، وقد تصل الأمور إلى العصيان المدني خلال الأيام القادمة".
ماذا يعني العصيان المدني؟ .. يعني عدم الالتزام بالقرارات الصادرة عن الدولة، بتعبير آخر يعني إجراء نشاطات مناهضة للقوانين.
هذه هي النقطة التي وصل إليها كليجدار أوغلو الذي يبحث عن العدالة ويزعم أنه خرج في مسيرته من أجلها. يتحدث عن العصيان المدني، وبدأ بالتخطيط لنشاطات مناهضة ضد القانون. إنها خطوات متوقعة من شخص مثل كليجدار أوغلو، إذ لم يكن تصريحه مثيراً للغرابة. كذلك يجب مناقشة مدى تناسب مسيرة كليجدار أوغلو مع القوانين.
العصيان المدني هو أمر في غاية الحساسية والخطورة. إذ إنه ارتبط بالمنظمات الإرهابية عبر التاريخ، إضافةً إلى أنه نشاط يلجأ إليه حزب الشعوب في كل فرصة. كما ازداد ذكره من قبل صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسيكداغ زعيما حزب الشعوب الديمقراطي في الماضي، وتلقى الدعم والتأييد من قادة الإرهاب في جبل قنديل.
شهدنا على عدة تجارب للعصيان المدني في الماضي. تبدأ الأزمة مع بداية العصيان المدني، وتنتهي بذرف الدموع وسفك الدماء في كل مرة.
بما أن كليجدار أوغلو هو أحد مواطني هذه الدولة وعاش فيها، لا أعتقد أنه لم يشهد على هذه الأحداث أيضاً. إذا استمر كليجدار أوغلو بالحديث حول العصيان المدني فذلك يؤدي إلى نشوء احتمالين أمامنا:
1- إما أنه لم يأخذ درساً من هذه الأحداث.
2- وإما أنه يريد أن تعيد مشاكل الماضي نفسها خلال الوقت الراهن أيضاً.
هل يوجد توضيح آخر لموقف كليجدار أوغلو؟
زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش في السجن الآن، إذ وجّهت إليه عدة اتهامات حول محاولة زعزعة استقرار ووحدة الأراضي التركية. يبدو أن زعيم حزب الشعب الجمهوري يهدف إلى أن يحل في المكان الذي تركه دميرطاش فارغاً بعد اعتقاله. إذ يصدر تصريحات مشابهة لما فعله دميرطاش في الماضي.
كلجيدار أوغلو يسير، وحزب الشعوب الديمقراطي يدعم هذه المسيرة. في حين تأتي تصريحات من قادة الإرهاب في جبل قنديل يعربون عن دعمهم لمسيرة كليجدار أوغلو أيضاً.
لم يكتفوا بذلك، ظهرت مجموعات مؤيدة لتنظيم الكيان الموازي خلال مسيرة كليجدار أوغلو، إذ يرددون شعارات تخصّ حزب الشعب التحرري الثوري خلال المسيرة. يستمر كليجدار أوغلو في ترديد عبارة "لن نلتفت إلى التحريض"، لكن المحرضين الحقيقيين يظهرون خلال المسيرة التي يقودها كليجدار أوغلو. إذ تخرج إمرأة اسمها "شيناي غونايدن "خلال مسيرة العدالة ينتمي ابنها إلى تنظيم الكيان الموازي لتحاول إشعال نار الفتنة أمام الكاميرات. إذ قالت: "لا رحمة لأحد، أخرجوا أولادكم إلى الشوارع، إنهم لا يفهمون إلا بذلك". في الواقع، لا تقول هذا المرأة شيئاً مختلفاً عن أقوال كليجدار أوغلو. ألم يطالب كليجدار أوغلو الحكومة التركية بالإنصات إلى صوت هذه المرأة، وهدد بالعصيان المدني في حال حدوث عكس ذلك؟
كليجدار أوغلو يلعب بالنار بتداوله لكلمات خطيرة مثل العصيان المدني. إنه لا يبحث عن العدالة، بل يحاول تحريض الشعب على القرار العدلي المتخذ بحق أنيس بربر أوغلو. إنه يسير تحججاً على القرار الذي اتخذته المحاكم في خصوص إيقاف الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية من قبل الخونة التابعين لتنظيم الكيان الموازي الذي كان رائد محاولة الانقلاب ليلة 15 تموز/يوليو. بل ويقوم بذلك في الذكرى السنوية الأولى للانقلاب.
ما نوع العدالة التي يبحث عنها كليجدار أوغلو؟
من الذي حاول كليجدارأوغلو تبرئته؟
والأهم من ذلك، لماذا وباسم من يتداول كليجدار أوغلو كلمات في غاية الخطورة مثل العصيان المدني؟
معظم مؤيدي حزب الشعب الجمهوري يتسآلون عن سبب تصرفات كليجدار أوغلو الأخيرة أيضاً. إذ إنهم يرون أن نهاية هذا المسيرة لن تكون مشرقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس