ترك برس
قال رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية الكاتب إبراهيم قراغول، إن هناك اتفاق بين دولتين عربيتين والاحتلال الإسرائيلي لإنشاء وحدات عسكرية والتجهيز لاعتداءات جديدة على قطاع غزة بفلسطين بهدف إسقاط حركة "حماس".
وفي تحليل نشرته "يني شفق"، رأى قراغول أن الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة أدت إلى إشعال غضب العالم الإسلامي بأكمله، وقد تقدم هذه الانفعالات إلى تركيا وإيران والسعودية خيارات حرجة جدًا، لذلك من المستحيل تغاضي هذه الاعتداءات وتقييمها على أنها جرائم إسرائيلية "روتينية"، كما أنه لا يمكننا حصر هذه الجرائم بين إسرائيل والشعب الفلسطيني فقط.
واعتبر أن تلك الاعتداءات أزمة هدفت إلى تحريض العالم الإسلامي بأكمله عن طريق الاعتداء على المسجد الأقصى، و هذه المؤامرة رُسمت بدقة عالية وحُسبت نتائجها جيدًا، وإسرائيل تجهّز لهذه المؤامرة منذ أن بدأت بقتل الأطفال الفلسطينيين علنًا في وسط الشارع الفلسطيني بحجة أنه لديهم "سكاكين".
وبما أن إسرائيل تقوم بالاعتداءات المباشرة منذ عام 1969، وتستهدف المواطنين المتواجدين في تلك المكان المقدس وتمنع الزيارات إليه وصلاة الجمعة فيه، إذًا فهذه المؤامرة ليست خاصة بالفلسطينيين فحسب بل هي مؤامرة موجهة إلى المنطقة بأكملها بل إلى سائر المسلمين.
وأوضح أن الفوضى التي نتجت من الحرب السورية، وعمليات منظمة بي كا كا الموجهة من أمريكا بهدف تنفيذ مخططات التجزئة، والمحاولات الدولية الهادفة إلى توسيع نطاق حرب سوريا إلى خارجها، والانفعالات المحلية من أزمة الخليج العربي التي استهدفت قطر، أدت إلى اكتشاف إسرائيل لأفكار جديدة، كما أن كل هذه الحالات فتحت أبواب الفرص أمام إسرائيل.
ويحتمل بعد هذه الإجراءات احتلال القدس بأكملها والقضاء على فلسطين، إضافة إلى اعتداءات جديدة سوف تستهدف غزة، ولقد حسبت إسرائيل لهذه المؤامرة بدقة عالية وضمنت نتائجها لأنها توقعت عدم إمكانية الدول الإسلامية بتقديم موقف واضح وصارم ومؤثر أمام هذه العمليات وذلك بسبب النزاعات والخلافات التي عمّت بينهم في الفترة الأخيرة.
وبحسب قراغول، تأسست منظمة التعاون الإسلامي بعد عملية حرق المسجد الأقصى في عام 1969، وكان هدفها حماية الأقصى والدفاع عن حقوقه، لكن لم يعد لهذه المنظمة أي روح تضامنية أو قوة قادرة على اتخاذ المواقف المؤثرة، وفي الوقت الحالي لا يوجد سوى عدة دول لديها أسلوب مقنع، ومع ذلك هذه الصفة التي تميزت بها بعض دول المنطقة ضعفت خلال السنوات العشرة الأخيرة حتى كادت أن تتلاشى.
ورأى أن السلطة الإسرائيلية التقت بفرصة تاريخية بعد أن تم تفعيل كافة مخططات تجزئة المنطقة عن طريق سوريا، وها هي تتضح الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى "الصمت طيلة أزمة سوريا".
ولا شك أن سلطة تل أبيب تخطط إلى إشعال حرب القدس من جديد وتجديد الاعتداءات على غزة وذلك لتفرض احتلالها على جزء من سوريا، وحينما أنظر من هذه الزاوية أتوقع تأزم حرب الأقصى وتطور الاعتداءات الإسرائيلية على غزة خلال الفترة القادمة.
وأكّد أن أزمة الخليج العربي التي استهدفت قطر هي كانت الدافع الأخير لإسرائيل في التوجه للمسجد الأقصى، أزمة قطر التي أدت إلى انحلال مجلس التعاون الخليجي بكل معنى الكلمة، وإيقاع السعودية في الفخ من قبل الإمارات ومصر، سوف تدفع العالم العربي إلى انقسام داخلي جديد، ووقوف مصر والإمارات العربية المتحدة التي كان لها دور كبير في أزمة الخليج العربي مع إسرائيل أوحى إلى الجميع أن السعودية أيضًا تقف في صف إسرائيل.
وأضاف الإعلامي التركي أن هناك معلومات موثوقة عن تأسيس وحدات عسكرية نتيجة اتفاق الإمارات العربية المتحدة ومصر مع إسرائيل ، والهدف من إنشاء هذه الوحدات العسكرية هو التجهيز لاعتداءات جديدة على غزة وذلك لإسقاط إدارة حماس ووضع القاتل المستأجر محمد دحلان على رأس غزة.
واعتبر أنه في حال تضخم عدد العمليات الاعتدائية على الأقصى وتعرض أول قبلة للمسلمين للإهانات الإسرائيلية العنيفة وتسكير أبواب الأقصى، فكل ذلك سوف يؤدي إلى إشعال غضب المسلمين وإلى انفعالات كبيرة لدى الشوارع العربية.
وفي هذه النقطة تمامًا سوف تُجبر الإمارات ومصر والسعودية على اتخاذ موقف مباشر وصريح وصارم أمام إسرائيل، ومن المحتمل سوف يتوجه نسبة كبيرة من الغضب الذي أشعلته إسرائيل إلى السعودية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!