ترك برس
رأى كاتب ومحلل سياسي أن تلويح نظام الأسد بإمكانية الموافقة على شكل لامركزي، يضمن للأكراد الحكم الذاتي في المنطقة المتاخمة لتركيا، قد يزيد من إثارة تركيا من هذه المسألة التي تعد خطًا أحمر بالنسبة لها، في حين رأى سياسيون أن موقف النظام لن يتعدى الكلام والتصريحات.
وقال الكاتب "شورش درويش"، في مقال بصحيفة "العربي الجديد"، إن موضوع التنازلات ممكن بالنظر إلى التراجعات التركية، أو ما سمّيت "الانعطافات التركية" قبل جلسات مؤتمر أستانة وبعدها، وذلك في مقابل عدم استمرار النظام السوري في تنفيذ ما أشار إليه وزير الخارجيّة وليد المعلّم.
وبحسب درويش، يدرك نظام الأسد حساسية تركيا من المسألة الكردية داخل سورية، خصوصا إذا نظرنا إلى طبيعة تنامي حجم حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) ونفوذه، وهو الحزب الذي تعده تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وفي السياق ذاته، يرى مراقبون أن تصريحات المعلم تهدف إلى احتواء أكراد سورية، الذين يراقبون ما يجري في إقليم كردستان العراق، وقد يطمحون إلى تشكيل إقليم حكم ذاتي تمهيداً للانفصال.
نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري والقيادي البارز في المجلس الوطني الكردي، عبد الحكيم بشار، لا يعتقد أن هناك أي تغيير في موقف النظام تجاه القضية الكردية في سورية، وقال: "إنه مجرد تكتيك يمارسه النظام، ويهدف إلى الضغط على تركيا وإحراجها سياسياً".
ومن جهته، أعلن نائب رئيس رابطة الأكراد المستقلين في سورية، رديف مصطفى، أنه "لا يثق بنظام مجرم فاقد الشرعية قتل نحو مليون شخص، ودمر أكثر من نصف البلد، وهجر الملايين، بمواجهة المطالب المشروعة للشعب في الحرية والكرامة".
وأعرب عن اعتقاده بأن النظام "لم يعد يمتلك سورية ليقرر مصيرها أو مصير جزء منها"، مضيفاً: "هذه مجرد رسائل كاذبة تصدر من النظام في إطار محاولات إعادة تأهيل نفسه بحجة مكافحة الإرهاب، علماً بأن النظام نفسه مارس ولا يزال إرهاب الدولة المنظم منذ البداية".
من ناحيته، يرى الصحافي شادي عبدالله، أنه قد يكون من بين أهداف دعوة التفاوض، التي أطلقها وزير خارجية النظام، محاولة استفزاز تركيا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "لم ولن نسمح لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي بإقامة دولة في شمال سوريا".
وكشفت تقارير استراتيجية أن ميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي)، الذي يعدّ الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) المصنف في قائمة الإرهاب، تُهمين على 65 في المئة من المناطق الحدودية السورية مع تركيا
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!