سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
وضعت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة أطلقت عليها اسم "الاتفاق النهائي" من أجل إقامة نظام جديد في منطقتنا، وهي تعمل على فرض هذا النظام بالتعاون مع السعودية وإسرائيل على وجه الخصوص.
بطبيعة الحال، مهما كانت الخطط المرسومة على الورق شاملة، إلا أنها لا تسير أبدًا على أرض الواقع كما يُراد لها. وتقول مصادر في العاصمة الأمريكية إن بوادر خلاف فكري بدأت تظهر داخل الإدارة بشأن هذه الاستراتيجية، وإن التصدعات آخذة في الانتشار داخل هذه المبادرة المسماة بـ "الاتفاق النهائي".
وبدأت الاعتراضات تتوالى من وزارتي الخارجية والدفاع بسبب تطبيق الاستراتيجية المذكورة، التي تم وضعها وتنفيذها في منطقتنا بسرعة، دون مناقشتها مع الأجهزة المعنية.
الخطة موضوعة على نطاق ضيق
عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صهره ومستشاره جاريد كوشنر بتنسيق هذه الاستراتيجية. وعلاوة على كوشنر هناك ثلاث أشخاص أيضًا يضطلعون بالعمل.
أولهم جيسون غرينبلات مستشار ترامب للمفاوضات الدولية، وثانيهم دينا باول مساعدة مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، وأخيرًا ديفيد فريمان، السفير الأمريكي في إسرائيل.
كوشنر وغرينبلات وفريدمان يهود أرثوذوكس ولديهم علاقات وثيقة جدًّا مع إسرائيل، أما باول فهي مصرية المولد قبطية الديانة.
وتقول المصادر إن مسؤولي الخارجية والدفاع يؤكدون أن هناك أخطاء ستقع خلال تطبيق هذه الاستراتيجية بسبب وضعها على يد كادر محدود العدد في البيت الأبيض، وكون معظم أفراد الكادر مقربين من إسرائيل.
ويتحدث مسؤولو الخارجية والدفاع عن إمكانية إلحاق الضرر بالكثير من حلفاء الولايات المتحدة خلال تطبيق الاستراتيجية، ما سيؤدي إلى ردود أفعال غاضبة من جانبهم.
مصدر يتابع هذه القضايا عن كثب قال لي:
"بدأت السعودية والإمارات بارتكاب الأخطاء نتيجة التحرك السريع وعدم المحسوب، اعتمادًا على دعم الولايات المتحدة. كما أن إسرائيل، بسبب هذا الدعم، أخذت تتخلى عن التحرك المحسوب في جميع القضايا. ومن الأمثلة على هذا الاستعجال في قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بضغوط من السفير الإسرائيلي في العاصمة الأمريكية".
وأكدت لي مصادر مقربة من وزارتي الخارجية والدفاع أن وضع مثل هذه الاستراتيجيات الضخمة على نطاق ضيق من جانب أشخاص يمتلكون مواقف متشابهة ودون أخذ أي رأي معارض، خطأ كبير وأن الإصرار على تطبيقها بهذا الشكل قد يؤدي إلى نتائج عكسية غير متوقعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس