ترك برس

وصف رئيس حزب "منبر السلام العادل" في السودان، الطيب مصطفى، زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان، بأنها كانت تاريخية بامتياز، وهي تأتي تحقيقا لمصالح مشتركة، فضلا عن أنها لقاء بين دولتين بينهما توافق سياسي كامل.

وقال مصطفى في حديث مع وكالة قدس برس، إنه "لا يوجد في العلاقات السودانية ـ التركية، ولا السودانية ـ القطرية، ما يدعو لقلق أي من دول الجوار، لا سيما مصر والسعودية".

وأضاف أن "السودان يتعامل مع تركيا ليس فقط من موقع مصالحه، وإنما أيضا من التوافق السياسي الاستراتيجي القائم بين الخرطوم وأنقرة، وهو توافق تأكد أخيرا في الموقف الرافض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأشار مصطفى إلى أن "السودان لم يلق لا من تركيا ولا من قطر أي أذى، بينما تحتل مصر أرضه في حلايب، وتعترف السعودية بهذا الاحتلال في معاهدة تيران وصنافير مع مصر". 

وأوضح  إن "مصر ما زالت تتعامل مع السودان بوصفه  حديقتها الخلفية، وترفض أن يتصرف خارج مشورتها، ولذلك هم ينزعجون من علاقات السودان بتركيا".

وعبر مصطفى عن استغرابه من "الموقف السعودي إزاء السودان، من خلال اتفاقية صنافير وتيران، التي تعترف بسيادة مصر على مثلث حلايب، وهو اعتراف يتناقض أصلا مع اتفاقية حدودية موقعة بين السودان والسعودية عام 1974". ورأى أن هذا يمثل إيذاء للسودان، الذي دفع أغلى ما عنده، وهو دم أبنائه دفاعا عن الحرمين الشريفين، ضمن قوات التحالف العربي".

وعما إذا كان هذا يعني أن السودان انحاز إلى جانب محور قطر وتركيا، قال مصطفى: "لقد حافظ السودان على موقف الحياد منذ إعلان حصار قطر، لكن الأحداث بعد ذلك اقتضت أن يميل السودان إلى الجهة التي تتوافق مع مرجعياته الفكرية والسياسية".

وأضاف: "آخر شيء يؤكد توافق السودان وتركيا وقطر، هو الموقف الرافض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني. قدمت قطر الكثير وما تزال تقدم للسودان دون مقابل، وكذلك تفعل تركيا اليوم، بينما السودان قدم الكثير للسعودية ولمصر دون مقابل".

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع انسحابا سودانيا من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، قال مصطفى: "السودان عندما دخل التحالف دخله بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأيضا دفاعا عن الحرمين الشريفين، بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة"، على حد تعبيره.

أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ظهر الثلاثاء، زيارة رسمية إلى البلاد استغرقت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. وكان في وداعه بمطار الخرطوم رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك فى مطار الخرطوم في ختام زيارة اردوغان أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، اليوم أن السودان وتركيا وقعا اتفاقات للتعاون العسكري والأمني، من بينها "إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية".

وكان الرئيس التركي الذي زار جزيرة سواكن على البحر الأحمر، أعلن أن الرئيس السوداني عمر البشير وافق على أن تتولى تركيا خلال فترة زمنية لم يحددها إعادة الاعمار وترميم الآثار في الجزيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!