ترك برس
وصلت العلاقة السودانية المصرية إلى توتر غير مسبوق، خاصة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومنحه جزيرة سواكن في حوض البحر الأحمر لإعادة ترميم آثارها المختلفة.
وفي إقرار بعمق الأزمة بين السودان ومصر استدعت الخرطوم، يوم الخميس، بشكل عاجل سفيرها لدى القاهرة للتشاور بشأن جملة من المشكلات التي تواجه العلاقة بين الدولتين.
ونقلت شبكة الجزيرة القطرية عن الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله الخضر، قوله في بيان، إن الاستدعاء اختصر فقط على مسألة التشاور دون إبداء أي مسببات أخرى.
ويرى بعض المحللين أن زيارة أردوغان للخرطوم هي المحرك الأبرز لتلك الأزمة، في حين يرى آخرون أن موقف السودان المخالف لمصر بشأن سد النهضة الإثيوبي وتباين رؤى الحكومتين حول ما يجري في ليبيا والاتهامات التي تم تبادلها بهذا الشأن هي عناصر إضافية للأزمة.
ولم تمض سوى أيام على زيارة وفد من المخابرات المصرية للسودان والتي تلت اتهامات السودان لمصر بالمشاركة في دعم المتمردين في دارفور في مايو/أيار الماضي حتى تسربت بعض المعلومات بتفويج القاهرة قوات عسكرية إلى إرتيريا الجارة الشرقية للسودان، الأمر الذي لم تنفه القاهرة أو أسمرا.
وكانت صحف سودانية نقلت عن مصادر أن زيارة لوزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إلى القاهرة كانت مقررة الأربعاء قد تأجلت إلى وقت لاحق بسبب انشغالات وزير الداخلية.
غير أن تقارير صحفية أخرى كشفت أن التأجيل جاء احتجاجا على الهجوم الإعلامي المصري المستمر على السودان بعد زيارة الرئيس التركي أردوغان للخرطوم.
وقالت شبكة الجزيرة إنه على الرغم من مراهنة كثير من المتابعين على إمكانية عودة الأمور إلى نصابها بعد تجاوز بعض العقبات فإن استدعاء السفير ربما مثل اعترافا كاملا بعمق الأزمة واستحالة معالجتها على الأقل في الوقت الراهن.
وشكل سوء النوايا العسكرية للطرفين -حسب متابعين- جانبا مهما في الأزمة المستفحلة، خاصة بعدما نجحت آلة الحرب الإعلامية في قيادة الطرفين نحو ما تشبه المواجهة الحقيقية في ظل توالي الاتهامات من كل طرف.
لكن من ينظرون إلى تاريخ العلاقة بين شعبي وادي النيل يرون أن ما يدور بشأن سد النهضة وتقاطع مواقف البلدين يجعل تهديداتهما المتبادلة مناورة قد تفيد في بعض المراحل أو تنتهي إلى مصالحة.
ويتساءل متابعون عن عدم كشف الخرطوم والقاهرة حقيقة ما يجري بينهما، الأمر الذي قد يقود إلى الانتقال بهما إلى مربع المواجهة الذي لن تسلم منه المنطقة بأسرها، حسب الكاتب والمحلل السياسي أشرف عبد العزيز.
وما لم تقله الحكومة السودانية هو أن الأزمة بلغت مبلغا يستوجب الاعتراف بها والعمل بما يناسبها من قرارات ومواقف دبلوماسية وسياسية.
ويعد استدعاء السفير السوداني لدى القاهرة أول تعبير احتجاجي ينم عما وصلت إليه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من فتور لم يسبق له مثيل في تاريخها الحديث.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عثمان ميرغني أن هذا التطور يعتبر إيذانا ببدء مرحلة جديدة قد تفضي إلى تجميد العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم والقاهرة إلى حين" بعدما سبقها كثير من التراشق الإعلامي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!