ترك برس
في غرفةٍ صغيرةٍ في منزله المتواضع على أطراف العاصمة التركية أنقرة، افتتح الفنانُ التركي حميد حيران ورشةً يقوم فيها بتفريغ البيض من محتواه ثم يحفر وينقش ويرسم على قشوره رسوماتٍ وزخارف ونقوشًا، لتتحول البيضةُ إلى تحفةٍ فنيةٍ تثير الإعجاب، وتُعد هذه الأعمال الفنية مصدر الدخل الذي يعيشُ عليه حميد مع عائلته.
وفي حديثٍ أجرته معه الجزيرة، يقول حميد: "حرمني الله من قدمي، لكنه لم يحرمني من عقلي، فاستخدمتُ موهبتي في الإبداع الفني بدلًا من البقاء عالةً على مجتمعي".
يقوم حميد بجمع بيض النعام والإوز والبط والدجاج والحمام والعصافير من القرى والمصانع، ويحول البيض إلى أشكالٍ فنيةٍ بحسب طلب الزبون، حيث يقوم بتطبيق الشكل النهائي على الورق أولًا، ومن ثم يطبقها على قشور البيض. ويشيرُ إلى أنه بإمكانه استخدام جميع أنواع البيض في النقش والرسم بكافة الأشكال، المهم هو حجمُ البيضة وسماكةُ وصلابةُ قشرتها.
أما عن سعر البيضة الواحدة، فيقول حميد: "تتراوحُ مدة صنع التحفة الواحدة ما بين يومٍ وشهرين، ويتراوح سعرُها من 30 إلى 1000 دولار".
لا توجد حدودٌ للأفكار التي قد يطبقها حميد على البيضة، حتى أنه قام بعكس مشاهد من محاولة الانقلاب الفاشلة التي حصلت في شهر تموز/ يوليو من عام 2016 على قشور البيض، سعيًا لتخليد هذا الحدث التاريخي الذي أثبت قوة وتماسك الشعب والجيش التركي واحترامهما للديمقراطية. وقام بإهداء هذه المنتجات للذين أُصيبوا في هذا الحدث.
يقف حيران على قدمين صناعيتين بعد أن فقد قدميه منذ 30 عامًا في صاعقة كهربائية لازم على إثرها الفراش ثلاث سنوات. ثلاث سنواتٍ كان يتحدى فيها الإعاقة ليتمكن أخيرًا من إطلاق العنان لموهبته الفنية، وها هو اليوم يحول البيض بأنواعه إلى لوحاتٍ وأشكالٍ إبداعية تحظى بإقبالٍ من هواة التحف وتدرُّ دخلًا على حميد وعائلته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!