فهمي كورو – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس
اليوم هو اليوم الأول من العام الجديد، هل يوجد فرق بين هذا اليوم وآخر يوم من العام الماضي؟ في المظهر لا يوجد، بينما يجب أنْ يكون هناك فرق، بمعنى آخر، أمنية كل واحد منا أن يكون عام 2015 أفضل من عام 2014، لتركيا وللمنطقة.
فعام 2014، كان عاما سيئا ليس للدولة التركية فقط، ولا للمنطقة فحسب، وإنما للعالم أجمع، فاليوم أصبح مفهوم العولمة لا يقتصر فقط على البضائع والأموال، وإنما أصبح يربط الناس ببعضهم البعض، فاليوم الحزن والفرح أصبح حالة مشتركة للعالم أجمع، حيث يصبح قدر الإنسانية مشترك في كل البلدان.
ضم روسيا لجزر القرم، واحتلالها لجزء من أوكرانيا، أدى إلى غضب النظام العالمي، فروسيا التي كانت تريد إرجاع قوة الاتحاد السوفييتي مجددا لتصبح قوة خارقة، تلقت هي وبوتين درسا قاسيا عندما أصبح اقتصادها هدفا للانتقام، حيث تم التلاعب بأسعار البترول، ليلحق ذلك ضررا كبيرا بروسيا، فانخفض سعر عملتهم إلى النصف.
لتحقيق ذلك قام الخليج بزيادة معدل إنتاج النفط، لكن ما وضع الخليج الآن بعد هذه الحركة؟ تعرضت ميزانية المملكة العربية السعودية لضربة قاسية لأول مرة من زمن طويل، وخسائرها وصلت إلى 50 مليار دولار.
إنخفاض أسعار البترول يجب أن يكون شيء جيد للدول، أليس كذلك؟ نعم، ولكن تتأثر بذلك صادراتها أيضا مما يؤدي إلى عدم استقرارها أيضا، فهذه هي العولمة اليوم.
ما زال البحث جاري عن الأيادي الخفية التي تقف خلف داعش، التي ضربت سوريا والعراق ووصلت حتى حدودنا، قد يكون هناك أياد تقف خلفهم، وقد لا يكون، فالمهم هو أنّ وجود داعش أثّر على العالم أجمع، والمنضمون لهذا التنظيم ليسوا من الدول الإسلامية فحسب، فمن المعروف أنّ هناك أشخاص من أطراف أوروبا كلها، قد انضموا للتنظيم، ومن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا هناك من انضم إليهم.
نعم، ما تقوم به داعش من إراقة الدماء، أثر على المنطقة بأسرها، لكن لا بد أنْ نشير أيضا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وألمانيا وفرنسا أيضا قلقة من هذا التنظيم، لأن عودة المتشددين من تلك الدول إليها سيجعلها هدفا جديدا من أهدافهم، فهم قلقون من أنّ التصرفات التي تتم تجاه المسلمين على أراضيهم، قد تؤدي إلى انضمام العديد منهم إلى داعش، للانتقام من دولهم لاحقا.
وهذا مثال على عولمة الإرهاب أيضا، فمن فتح الشر ليضر به غيره، سيعود إليه مجددا ليسلب منهم نومهم واستقرارهم وأمنهم.
ربما هناك عدد قليل من هذه الدول يدرك تلك الحقيقة، لكنهم سيكتشفون ذلك لاحقا، ولهذا نستطيع القول، أنّ عام 2015، سيشهد حينها محاولات لتصميم العالم من جديد، على مبدأ المحبة، بدلا من نشر الإرهاب والذعر في العالم أجمع.
أتمنى أن يفهموا خطأهم خلال هذا العام، وأنْ يبدؤوا في البحث عن نظام عالمي أكثر عدالة لتحقيقه خلال عام 2015، وأنا شخصيا متفائل من العام 2015، وأتمنى أن يكون عام صحة وسلامة وسعادة للجميع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس