كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نظرة سطحية تلك التي تعتبر الأحداث الدائرة في الأعوام السبع الأخيرة على حدودنا الجنوبية، مساعٍ لتأسيس دولة إرهابية. لأن هذه النظرة تجعل المسألة حدثًا عاديًّا في شمال سوريا، وينجم عن ذلك موقف يقول "وما شأننا، فليفعلوا ما يشاؤون".
الولايات المتحدة تضع أسس "إسرائيل ثانية" في شمال سوريا. لكن الأهم من ذلك أن واشنطن تعد حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا من أجل "حرب كبرى" ضد تركيا.
منذ اندلاع الحرب السورية يستعد حزب الاتحاد الديمقراطي للقتال ضد تركيا. وتحت إشراف أمريكي طور الحزب نفسه وزاد عدد عناصره وتسلح بحيث أصبح قوة عسكرية معتبرة.
قدمت الولايات المتحدة السلاح والعتاد والذخيرة لوحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهذه الأخيرة انتشرت على طول الحدود التركية، بدأت بالتحول إلى جيش نظامي.
الخطوة التالية بعد ذلك كانت شن "حرب كبرى" على تركيا بإشراف أمريكي. فمن غير الممكن تأسيس "إسرائيل ثانية" دون الضغط على تركيا وتقسيمها وإجبارها على اتخاذ موقف دفاعي.
لكن عملية غصن الزيتون أفسدت حسابات البنتاغون، فأجبرتها على بدء تلك "الحرب الكبرى" في وقت سابق لما خططت له.
كان خطأ فظيعًا انتظار تأسيس الولايات المتحدة جيش إرهابي على مرأى العالم، ومهاجمتها تركيا، التي أطلقت عملية عفرين ليلًا على حين غرة فهاجمت الإرهابيين وأحبطت استعدادات ومخططات الولايات المتحدة، التي تهدد وجودها.
أقدمت تركيا على تدخل يتصف بأهمية تاريخية من ناحية توقيته. ولن تألو الولايات المتحدة جهدًا حتى تنهي أنقرة العملية بسرعة.
من الآن فصاعدًا، لم يعد ما تقوله الولايات المتحدة مهمًا بالنسبة لتركيا، وإنما ما تفعله. عند النظر بتمعن إلى السياسة الخارجية الأمريكية نجد أن وعود أوباما ومن بعده ترامب لم يكن لها قيمة.
أوباما وعد تركيا بانسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي من منبج، لكن البنتاغون وطدت وجود الحزب في المدينة أكثر من السابق. كما تعهد ترامب بوقف تسليح الحزب، إلا أن البنتاغون عادت واستمرت في تسليحه ومده بالذخيرة والعتاد. القوة الحاكمة في الولايات المتحدة لم تغير أبدًا من تحركاتها سواء في الميدان أم على حدودنا.
لو لم تتثبت أنقرة من هذه الحقيقة لما عملت على حك جلدها بظفرها. هدف الولايات المتحدة واضح كما هو الحال بالنسبة للموقف الذي ينبغي أن تتخذه أنقرة والخطوات الواجب عليها الإقدام عليها.
لن تتوقف عملية غصن الزيتون، وستتجه نحو منبج، وتهديدات الولايات المتحدة لا يمكنها تغيير هذا التوجه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس