ترك برس
تناول تقرير لدى صحيفة "عربي 21" الإلكترونية، الاهتمام التركي بليبيا وأزماتها، وتساءلت عن أسباب ورسائل أنقرة من هذا "الاهتمام الواسع"، سواء من حيث الزيارات، أو التأكيد على مواقف أنقرة بخصوص "حل سياسي في ليبيا بعيدا عن أي تدخلات خارجية، خاصة من قبل دول الجوار. وقالت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ناقش تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة في ليبيا، أثناء لقائه بالرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، خلال زيارته الأخيرة إلى روما.
وأشارت الصحيفة إلى لقاء أردوغان في وقت سابق بالمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، في العاصمة أنقرة، حيث بحث معه آخر التطورات في ليبيا، خاصة الخطة الأممية لسلامة. كما أكد مبعوث أردوغان إلى ليبيا أمر الله "إيشلار"، في تصريحات سابقة، أن "تركيا تدعم بقوة خارطة طريق سلامة، التي تشكل فرصة مهمة، وتفتح نافذة جديدة أمام الحل بليبيا"، وفقاً لقوله.
ولفت "إيشلار" إلى أن "العملية السياسية الجديدة في ليبيا ينبغي أن تشمل جميع الأطراف؛ لأنها مفتاح حل الأزمة"، موضحا أن "سياسة تركيا واضحة، وموقفها من الأزمة الليبية واضح، وهو يقوم على مبادئ عدة، أهمها أن تركيا على مسافة واحدة من الجميع".
وقالت الصحيفة أنه في مقابل ذلك تكررت الاتهامات التي وجهها العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "حفتر" إلى تركيا، متهماً إياها بـ"دعم الإرهاب"، حسب زعمه.
من جهته، رأى المحلل السياسي الليبي المقيم في إيطاليا، محمد فؤاد، أن "زيارة أردوغان إلى روما يمكن قراءتها كزيارة اقتصادية في المقام الأول، لكن "الإيطاليين" أيضا يريدون حشد الدعم لخطة "سلامة" في ليبيا".
وفي حديث لصحيفة "عربي 21"، قال المحلل الليبي إن "إيطاليا أيضا تريد تحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة الغربية من ليبيا، وتركيا أيضا تريد هذا الاستقرار، وهنا تتلاقى وجهات النظر حول الملف الليبي"، وفق تقديره.
بدوره قال الكاتب الصحفي الليبي أنس الفيتوري، إن "هناك متغيرين في الوضع الإقليمي والدولي المتعلق بمواقف تركيا وعلاقتها بالملف الليبي الآن، الأول: فشل الانقلاب في تركيا، وهو ما أعطى أردوغان فرصة للتحرك خارجيا بعد حشد طاقات الأحزاب والمجتمع خلفه. أما المتغير الثاني، فهو الأزمة الخليجية، التي جعلت الأطراف الخليجية تنكفئ وتبتعد عن ملفات مثل ملف ليبيا، وهذا خلق مساحة لفاعلين آخرين، ومنهم تركيا طبعا"، وفقاً لقوله.
كما أكد الصحفي الليبي المقيم في لندن عبد الله الكبير، أن "اقتراب تركيا من إيطاليا في هذا التوقيت للتباحث في جملة من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الليبية، يعكس نفوذ إيطاليا المتزايد في ليبيا، ورغبتها في نيل الدعم التركي مقابل حفظ مصالح تركيا في ليبيا".
وفيما يتعلق بدلالة هذا التقارب ونتائجه، قال الكبير: "هذا التقارب ربما سيزيد من عزلة حفتر؛ نظرا لخطابه العدائي تجاه تركيا، وتفضيله التحالف مع فرنسا"، على حد قوله.
ونقلت "عربي 21" عن الباحث المتخصص في الشؤون التركية مصطفى زهران، قوله إن "تركيا عززت وجودها في أفريقيا؛ من خلال تقديم تنمية ترفع من وعي ومستوى الحالة الأفريقية. وانطلاقا من تلك الرؤية، تنظر تركيا إلى ليبيا، خاصة بعدما حدث من تحولات دراماتيكية على المستويين السياسي والمجتمعي في ليبيا بعد الربيع العربي".
وأضاف زهران أن "أنقرة ربما رأت ضرورة أن تسعى إلى تقديم روشتة علاج ناجزة لليبيا للخروج من أزماتها، خاصة بعد ظهور "الجنرال" حفتر، وتعزيز دور العسكرتارية في الداخل الليبي المنقسم، فهي تريد حلا سياسيا لا يسعى لاستنساخ التجربة "القذافية"، حسب وصفه.
من جهته زعم الكاتب والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، بأن "التدخل التركي في ليبيا، له علاقة بحلم رئيسها بالدولة العثمانية الثانية".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا دعمت ثورة الشعب الليبي ضد معمر القذافي، وعارضت في البداية تدخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا، سعياً منها لتجنيب الشعب الليبي ما حدث في كل من العراق وأفغانستان اللتان دخلهما التحالف الدولي. وعقب الثورة الليبية الأخيرة، قدمت أنقرة العديد من المساعدات الإنسانية والتنموية إلى الشعب الليبي، وعيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبعوثاً خاصاً ببلاده هناك، في خطوة تظهر مدى الاهتمام التركي بليبيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!