ترك برس
مع تواصل الحملة العسكرية التركية في شمال سوريا بهدف طرد تنظيم "ي ب ك" من عفرين، والحديث عن انضمام مزيد من السوريين المعتدلين إلى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، أشارت قناة دويتشه فيله الألمانية إلى أن التحرك التركي أصبح يقلق نظام الأسد وموسكو وواشنطن، "لأنه يعني إعادة ترتيب صفوف قوى المعارضة السنية للأسد."
وقال تقرير للمحطة الألمانية إن تحرك القوات التركية تجاه عفرين وحصارها بات يقلق نظام الأسد بالرغم من استعادته لقوته خلال الأشهر القليلة الماضية بفضل مساعدة حلفائه الروس والإيرانيين. فقد أصبحت قوته تواجه تحديا جديدا، فالقوات لتركية لم تتحرك باتجاه عفرين لوحدها. وإنما مدعومة من مقاتلين عرب سنة، تحت راية الجيش السوري الحر.
وأضافت أن "هذه التطورات خلقت معادلات جديدة في سوريا، فمعارضو نظام الأسد من السنة، أصبحوا يرون في تركيا حليفهم القادم". فقد كرر الرئيس التركي رجب طيب أردغان قوله بأن الأسد قد انتهى سياسيا، ومن هنا تقوم أنقرة بدعم "المقاتلين السنة" وهذا بالرغم من أن الجيش التركي في عفرين ليس في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وإنما مع قوات كردية يتهمها البعض بالموالاة للنظام. الأمر الذي قد يغري "مقاتلين سنة" آخرين للانضمام إلى القوات التي تدعمها تركيا.
وينقل التقرير عن المحلل السياسي التركي متين غورجان أن "بإمكان أنقرة في الوقت الحالي أن تكسب جهاديين معتدلين في صفوفها"، في إشارة إلى "القوى الإسلامية غير المحسوبة على جبهة النصرة"، وأضاف: "ستعمل تركيا على تحقيق حشد أكثر اعتدالاً من خلال جعل مجموعات المعارضة السنية في إدلب تفصل نفسها عن المتطرفين والتوحد مع مقاتلي الجيش السوري الحر المدعومين من تركيا".
وفي حال حصول هذا التطور، فإن نظام الأسد سيواجه وضعاً جديداً يتمثل في احتمال كسب "المجموعات المعارضة السنية" زخما جديدا عن طريق التعزيزات العسكرية التي يمكن للجيش التركي أن يقدمها. صحيح أن هذا التطور سيكون محصورا في شمال البلاد، ولكن قد يشكل نقطة انطلاق في عمليات قتال القوات المحسوبة على النظام.
ولفت التقرير إلى أن "دعم أنقرة للمقاتلين السنة، خاصة في حربها ضد المليشيات الكردية، قد يؤدي إلى استفزاز الولايات المتحدة، التي ترتبط ارتباطا آنيا بقوات سوريا الديموقراطية، خاصة وأن الإدارة الأمريكية ما زالت مترددة في مدى دعمها لقوات المعارضة الأخرى."
وتقول كريستين هيلبرغ إن الخطوة التركية ستزعج أيضا روسيا الداعم الأكبر لنظام الأسد. وتضيف أن ما يهم موسكو وطهران هو تثبيت حكومة الأسد، وهو ما بدأ يتحقق إلى حد كبير.
وتؤكد هيلبرغ أن فلاديمير بوتين يريد إنهاء هذه الحرب، التي تعد مكلفة للغاية بالنسبة لروسيا، والوصول إلى نهاية عسكرية- دبلوماسية، هدفها إعادة الشرعية للأسد وإشراكه في إعادة البناء، ولكن التحرك التركي قد يعيد الأزمة السورية إلى نقطة الصفر لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!